أعلنت عدة ميليشيات مسلحة في السويداء عن تشكيل ما يسمى "الحرس الوطني"، معلنة ولاءها لحكمت الهجري. يأتي هذا الإعلان وسط تقارير عن رفض بعض المجموعات الانضمام إلى التشكيل الجديد وخلافات داخلية.
يتكون "الحرس" الجديد من حوالي 30 ميليشيا، بما في ذلك عناصر وضباط من بقايا النظام السابق وشبيحته، بالإضافة إلى عصابات متورطة في تجارة وتصنيع المخدرات، وعمليات الخطف والسطو المسلح.
من بين الشخصيات البارزة المنضمة إلى التشكيل الجديد العميد جهاد نجم الغوطاني، وهو عميد مظلي سابق في قوات النظام السابق، شغل منصب مسؤول المدفعية في الفرقة الرابعة، وشارك في صفوف "الحرس الجمهوري" التابع للنظام السابق في حملات عسكرية ضد السوريين. كان النظام السابق قد رقى الغوطاني، المنحدر من قرية طربا بريف السويداء، إلى رتبة عميد في عام 2019، بعد مشاركته في عمليات عسكرية ضد المدنيين في ريف دمشق وإدلب. وتوجه إلى السويداء فور سقوط نظام الأسد السابق.
أشار بيان التشكيل، الذي نُشر يوم السبت، إلى "توحيد الجهود في مواجهة العصابات السلفية المقيتة، انطلاقاً من الإيمان بوحدة الهدف والمصير وسيراً على خطى الأسلاف في الدفاع عن الهوية"، في إشارة واضحة إلى الرغبة في الانفصال ومواجهة الحكومة السورية. كما اعتبر البيان أن الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في السويداء، ممثلة بالهجري، هي "الممثل الشرعي والمخول بتمثيل الطائفة الدرزية في الجبل".
من جانبه، وصف ليث البلعوس، ممثل "مضافة الكرامة" في السويداء، التشكيل بأنه "تسمية مستنسخة من الحرس الثوري الإيراني"، وأضاف أن أهالي السويداء كانوا ينتظرون من الهجري موقفاً جامعاً يطرح حلولاً ويقود الناس نحو بر الأمان، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المحافظة من دمار ونقص في المواد الغذائية وشح في المياه والكهرباء وانقطاع الاتصالات. ورأى أن هذه الخطوة تعكس غياب صوت العقل والمواقف الوطنية التي يحتاجها الناس في هذه المرحلة الحرجة، مشيراً إلى أن من بين الذين ظهروا في إعلان التشكيل عناصر سبق أن عُرفوا بالخطف والسرقة والنهب وابتزاز النساء، مثل "قوات سيف الحق" و"قوات الفهد"، الذين يعتبرهم أبناء المحافظة مقربين من شخصيات أمنية بارزة في النظام السابق وتجار مخدرات مثل علي مملوك وكفاح الملحم وراجي فلحوط.
ووصف البلعوس الإعلان بأنه رسالة "خراب ودمار"، رافضاً "المزيد من العسكرة والسلاح والفوضى"، مثمناً موقف "حركة رجال الكرامة" التي لم تشارك في تشكيل الحرس الوطني، معتبراً ذلك "دلالة خير تبشر بموقف أكثر حكمة ومسؤولية في المرحلة المقبلة".
يُذكر أن "الحرس الوطني" يعتبر بديلاً لما يعرف بـ"المجلس العسكري في السويداء" الذي كان يقوده العقيد المنشق طارق الشوفي، إلا أن خلافات نشبت مؤخراً بينه وبين الهجري، تبعتها عملية خطف للشوفي قبل أن تتدخل مجموعات لتأمين الإفراج عنه.