الثلاثاء, 4 نوفمبر 2025 10:40 PM

القصير: تحديات الصرف الصحي تعيق عودة الحياة الطبيعية رغم جهود الإغاثة

القصير: تحديات الصرف الصحي تعيق عودة الحياة الطبيعية رغم جهود الإغاثة

بعد مرور عام تقريبًا على سقوط نظام الأسد السابق وتحرير مدينة القصير في ريف حمص الغربي، يعود السكان تدريجيًا إلى ديارهم، متطلعين إلى إعادة بناء مدينتهم. ومع ذلك، يواجهون تحديات كبيرة في توفير الخدمات الأساسية، وعلى رأسها شبكة الصرف الصحي المتهالكة، بالإضافة إلى الانقطاع المستمر للكهرباء والمياه، مما يعرقل عودة الحياة إلى طبيعتها.

خدمات منهارة وشكاوى من الإهمال

يقول تيسير المحمد، أحد سكان القصير العائدين، لمنصة سوريا 24: "لا يوجد أي تحسن في الخدمات في المدينة. التحدي الأكبر هو تضرر شبكة الصرف الصحي في جميع أنحاء المدينة، والتي تحتاج إلى إعادة تأهيل كاملة. بالإضافة إلى ذلك، نعاني من مشاكل المياه والكهرباء دون أي حلول تلوح في الأفق".

ويضيف المحمد أن العودة إلى المنازل لا تعني بالضرورة حياة كريمة، حيث تجعل البنية التحتية المدمرة من الصعب تخيل حياة طبيعية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي قد يزيد الوضع سوءًا بسبب تجمع مياه الأمطار في المناطق المتضررة.

صعوبة الوضع ووعود بحلول جزئية

من جانبه، أكد طارق حصوة، رئيس مجلس مدينة القصير، لمنصة سوريا 24، أن موجات العودة بدأت فور "التحرير" وازدادت في أشهر الصيف قبل أن تتراجع مع دخول شهري أيلول وتشرين الأول، بسبب غياب الخدمات وصعوبة المعيشة.

وقال حصوة: "الاحتياجات كثيرة، وأهمها الخدمات الأساسية: الكهرباء، والاتصالات، والصرف الصحي، والصحة، والتعليم. وبعد صبر طويل وتواصل مستمر مع المنظمات والجمعيات، توصلنا إلى البدء في حل شامل لمشكلة الصرف الصحي، بالإضافة إلى ترميم عدد من المدارس المتضررة".

وأضاف: "نأمل أن تساهم حملة 'أربعاء القصير'، التي انطلقت مؤخرًا، في فتح آفاق جديدة لمعالجة بقية المشاكل، خاصة في قطاع الطاقة والاتصالات".

جهود ميدانية مستمرة رغم الصعوبات

على الرغم من التحديات الهيكلية، تتواصل جهود الإغاثة والخدمات على الأرض، بدعم من الجمعيات المحلية والدولية. ومن أبرز هذه الجهود:

  • إزالة الركام: انتهت الحملة الثانية من إزالة الأنقاض من الطرقات، حيث تم رفع أكثر من 10 آلاف متر مكعب من الركام.
  • إنارة طرق حيوية: قامت جمعية رعاية الطفل بإضاءة الطريق أمام المركز الصحي في القصير، كما تم توزيع إنارات في بعض الطرق الرئيسية.
  • مبادرات مجتمعية: أطلقت مبادرة لتنظيف الطريق من مدخل القصير الشرقي وحتى دوار الساعة، بمشاركة شبابية واسعة.
  • إزالة مخلفات الحرب: تواصل منظمة المساعدات الشعبية النرويجية (NPA) عمليات إزالة مخلفات الحرب من المنطقة الصناعية في القصير، في إطار جهود تأمين السلامة العامة.

حملة "فجر القصير": مبادرة شعبية لإعادة الإعمار

في سياق متصل، يشير مراقبون إلى أن العديد من الناشطين وسكان المدينة أطلقوا حملة بعنوان "فجر القصير"، تهدف إلى ترميم ما دمّره النظام وميليشياته خلال سنوات سيطرته على المدينة، والتي انتهت مع سقوط النظام السابق في أواخر العام 2024.

تعتمد الحملة على العمل التطوعي والمنشورات الإعلامية لحشد الدعم المادي واللوجستي، وتسعى إلى جذب اهتمام المنظمات الدولية والجهات المانحة لتمويل مشاريع إعادة الإعمار الصغيرة والمتوسطة.

ووسط كل ذلك، تواجه مدينة القصير اليوم تحديات إعادة البناء في ظل غياب واضح للدعم الحكومي الفعّال. ومع عودة تدريجية للسكان، تبقى الخدمات الأساسية، وخصوصاً الصرف الصحي، العقبة الأكبر أمام استقرار حقيقي، في وقت تُبذل فيه جهود مجتمعية ودولية لسد الفجوات الحادة، بانتظار خطط إعمار وطنية شاملة.

مشاركة المقال: