الإثنين, 24 نوفمبر 2025 12:24 PM

المثقف والأسئلة المُلِحّة: دور المثقف في مواجهة تحديات المجتمع

المثقف والأسئلة المُلِحّة: دور المثقف في مواجهة تحديات المجتمع

يستعرض سمير حماد الفجوة الشاسعة بين المثقف الحقيقي وشبه المثقف، مؤكداً على ضرورة أن يكون المثقف فاعلاً ومؤثراً، وألا يوظف ثقافته في خدمة قوى معادية للمجتمع، كما يرى في بعض الحالات المعاصرة. بل يجب عليه دعم حركة التحرر الشعبية، مسلحاً بالعقل والمنطق النقدي، وألا يستسلم للجمود الفكري أو يتبنى أفكاراً تروج لعدم قابلية المجتمع للتحديث.

يشير حماد إلى أن القمع والاستبداد صادرا التاريخ والثقافة العربية الحديثة، وحولا اليقظة العربية إلى استكانة للعقل في القرن العشرين وحتى الآن، ما أدى إلى هيمنة استعمارية أنتجت ثقافة استهلاكية وفكراً مسيطراً. ويلقي باللوم على المثقفين لتخلفهم عن الحراك الشعبي، معتبراً أن المأزق الفكري هو مأزق المثقفين أنفسهم، إذ يجب أن يكونوا في طليعة النضال من أجل التحرر والديمقراطية وحقوق الإنسان والتوزيع العادل للثروة. هذا النضال يتخذ أشكالاً متنوعة تفرضها الظروف الاجتماعية والسياسية التي يسعى المثقف لتغييرها من خلال مواقفه النقدية الجريئة.

يؤكد حماد على أن المثقف الحقيقي لا يتوقف عن طرح الأسئلة الملحة والتساؤلات المقلقة التي تعبر عن ضمير الوطن، ويتساءل: هل سينجو العالم قبل أن نتلاشى؟ وإلى متى ستتسع الفجوة بين الحياة وبيننا؟ وكيف رحلت قوافل النور بصمت؟ ومن سن قانون الألم على الكائنات؟ وكيف تحول الناس إلى مجرد قطيع؟ ومن توج الظلام أميراً للنهار؟

ويختتم بالإشارة إلى أن المثقف، رغم الألم والظلام، لا يفقد ثقته بالسلام والأمان وعودة الحياة، معبراً عن أسفه للوضع الراهن الذي يسيطر عليه الجنون والفوضى، ويحث على التفاؤل والأمل، داعياً إلى طرد الضباب والغربان من سمائنا ورسم الفرح والألوان، وإعادة البهجة إلى الحياة.

(أخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: