بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بسحب جنود وآليات عسكرية من قواعد كانت تتمركز بها في سوريا لسنوات، وعلى رأسها قاعدة "حقل العمر النفطي" في محافظة دير الزور الشرقية.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين (لم تسمهما) أن الجيش الأمريكي بدأ بالفعل في إغلاق ثلاث من قواعده العسكرية الصغيرة في شمال شرق سوريا. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تتضمن سحب مئات الجنود، مما يعكس تحولًا في البيئة الأمنية منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول 2024.
وبحسب المسؤولين الأمريكيين، سيؤدي إغلاق القواعد الثلاث إلى تقليص عدد القوات الأمريكية في سوريا من 2000 إلى حوالي 1400 جندي. وتشمل المواقع التي تم الانسحاب منها موقع دعم المهمة "القرية الخضراء" (حقل كونيكو)، وموقع "الفرات" (حقل العمر)، ومنشأة ثالثة أصغر لم يتم تحديدها.
وأشار المسؤولون إلى أن القيادة الأمريكية ستقيّم بعد 60 يومًا إمكانية إجراء تخفيضات إضافية، مع توصية بإبقاء ما لا يقل عن 500 جندي أمريكي في سوريا.
"حقل العمر" و"كونيكو".. أهمية استراتيجية
في عام 2017، ومع اشتداد المعارك ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال شرق سوريا، تسابقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة أمريكيًا وقوات النظام السوري المدعومة روسيًا وإيرانيًا للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي.
وفي 22 تشرين الأول 2017، أعلنت "قسد" سيطرتها على حقل "العمر" النفطي، أكبر حقول سوريا، بدعم من التحالف الدولي، بعد معارك مع قوات النظام. ومع ترسيخ "قسد" نفوذها في المنطقة حتى نهر الفرات، أصبح حقل "العمر" يُعتبر أكبر قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية في سوريا.
وإلى الشمال من حقل العمر، يقع معمل "كونيكو" للغاز ومحطة لتوليد الكهرباء، اللذان تعرضا لعشرات الغارات الجوية من قبل التحالف الدولي خلال سيطرة تنظيم "الدولة" عليهما، مما أدى إلى أضرار كبيرة.
خطة انسحاب في ثلاثة أشهر
في شباط الماضي، ذكرت شبكة "NBCNEWS" أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وضعت خططًا للانسحاب الكامل من سوريا في غضون 30 إلى 90 يومًا.
وأشارت الشبكة إلى أن الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، ومسؤولين مقربين منه أعربوا عن رغبتهم في سحب القوات الأمريكية من سوريا، مما دفع "البنتاجون" إلى وضع خطط للانسحاب في فترات زمنية مختلفة.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين في "البنتاجون" أن الوزارة تعمل على وضع خطط لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا. وفي نهاية كانون الثاني الماضي، صرح ترامب بأنه سيتخذ قرارًا بشأن وجود القوات الأمريكية في سوريا، مؤكدًا أن بلاده "ليست متورطة" في سوريا وأن "سوريا في حالة فوضى".