الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 10:12 PM

بتألق دفاعي استثنائي: تونس تحجز مقعدها في المونديال

بتألق دفاعي استثنائي: تونس تحجز مقعدها في المونديال

يدين المنتخب التونسي فوزه الثمين، الذي تحقق بشق الأنفس، بشكل أساسي إلى قوة منظومته الدفاعية، وعلى رأسها نجم المباراة ضد مالابو، الحارس المتألق أيمن دحمان، الذي حافظ على نظافة شباكه للمباراة الرابعة على التوالي في التصفيات. وقبله، حافظ بشير بن سعيد على نظافة الشباك في الجولات الأربع الأولى، ليصبح بذلك "نسور قرطاج" المنتخب الوحيد، إلى جانب ساحل العاج، الذي لم يستقبل أي هدف في التصفيات الإفريقية حتى الآن.

أعاد هذا التألق الدفاعي إلى الأذهان ذكريات عمالقة الدفاع التونسي في التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، مثل المدرب الحالي للمنتخب، الدولي السابق سامي الطرابلسي، ومنير بوقديدة، والراحل الهادي بالرخيصة، وخالد بدرة، وراضي الجعايدي، وغيرهم، بالإضافة إلى حراس مرمى كبار من أمثال شكري الواعر وعلي بومنيجل.

بدأ المنتخب التونسي مشواره في التصفيات تحت قيادة مدربه السابق جلال القادري، الذي قاده في الجولتين الأوليين، قبل أن يخلفه منتصر الوحيشي في الجولتين الثالثة والرابعة، وصولاً إلى تعيين الطرابلسي لقيادته في الجولات الأربع الأخيرة. ورغم تولي ثلاثة مدربين المهمة، إلا أن الصلابة الدفاعية لم تتأثر، على الرغم من تغيير أسماء عناصر المنظومة الدفاعية بين مباراة وأخرى.

يعود الفضل في عدم اهتزاز شباك تونس إلى الحارسين دحمان وبن سعيد، بالإضافة إلى زملائهما في خط الدفاع ياسين مرياح، منتصر الطالبي، علي العابدي، وجدي كشريدة، حمزة المثلوثي، ديلان برون، محمود غربال، مرتضى بن وناس، ويان فاليري. وقد كان لكل من هؤلاء مساهمة طوال مشوار التصفيات الذي استهلته تونس بالفوز برباعية نظيفة على سان تومي وبرينسيبي على ملعب حمادي العقربي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

إلى جانب حارسي المرمى والمدافعين، كان للاعبي الوسط مساهمات واضحة في تأمين نظافة الشباك، من خلال القيام بالواجبات الدفاعية. وقد كُلف بهذه المهمة عيسى العيدوني، والياسي السخيري، وفرجاني ساسي، وبن رمضان، وحمزة رفيعة، ونادر الغندري، وأنيس بن سليمان منذ بداية التصفيات وصولاً إلى حجز بطاقة التأهل.

برز خلال مشوار تونس في التصفيات، إلى جانب صلابتها الدفاعية، تنوع أسلحتها الهجومية، إذ لم يتألق اسم بعينه في الطريق إلى بلوغ النهائيات، بل تناوب 10 لاعبين على تسجيل أهدافها الـ13 في 8 مباريات حتى الآن.

ترك خمسة لاعبين يشغلون مراكز هجومية بصمتهم من بين اللاعبين العشرة على قائمة هدافيها، هم المخضرم يوسف المساكني من العربي القطري بهدفين، حمزة المستوري من دينامو محج قلعة الروسي بالرصيد عينه، إضافة إلى سيف الدين الجزيري من الزمالك المصري والياس عاشوري من كوبنهاغن الدنماركي والياس سعد من أوغسبورغ الألماني بهدف واحد لكل منهم. وكان لافتاً أن الأهداف الستة الأخرى، أي ما يقارب نسبة 50% من الأهداف المسجلة، حملت توقيع لاعبي الوسط بن رمضان (2)، رفيعة (1)، ساسي (1)، فراس بن العربي (1)، إضافة إلى المدافع مرياح (1).

كما كان لافتاً مساهمة الظهير الأيسر العابدي الناشط في نيس الفرنسي، على صعيد الصناعة بتقديمه تمريرتين حاسمتين، إضافة إلى جناح مانشستر يونايتد الإنكليزي السابق حنبعل المجبري بتمريرة حاسمة واحدة، ومثلها للمهاجم فراس شواط صاحب التمريرة الحاسمة في الانتصار على غينيا الاستوائية الإثنين.

تعكس هذه الأرقام العمل الجماعي المُنجز والأجواء الإيجابية التي نجح الطرابلسي والجهاز الفني المساعد، بإرسائها داخل غرف الملابس، إلى جانب مدير المنتخب، المهاجم الدولي السابق زياد الجزيري صاحب الأهداف الدولية الـ11 في 60 مباراة.

وقال الجزيري بعد انتزاع بطاقة التأهل من مالابو إن المجموعة الحالية من اللاعبين مميزة فنياً وقادرة على الذهاب بعيداً، مؤكداً أن الأجواء إيجابية داخل المنتخب، لكن الظروف تقتضي مضاعفة الجهود ومواصلة العمل بدلاً من التمادي في الفرحة ببلوغ النهائيات. ويُعتبر وجود الجزيري المشارك في كأس العالم 2002 و2006، كأس القارات 2005، وكأس أمم إفريقيا 2000 و2004 و2006، عاملاً مهماً مساعداً للاعبين خلال نقل خبرته الدولية وتجربته إليهم.

وهو الأمر الذي أكّده بن رمضان صاحب هدف التأهل «قال لي زياد (الجزيري) إنني سأحرز هدف التأهل»، مضيفاً «كلنا مجموعة واحدة، اللاعبون والمدرب والجهاز الفني وقد أسعدنا الجمهور التونسي». وتابع حول الهدف الذي يعكس جماعية وإنكاراً للذات من زميله شواط «عندما استلم فراس شواط الكرة في اللحظات الأخيرة، عرفت أنه سيفوز بالمواجهة الثنائية أمام لاعب غينيا الاستوائية، فتقدمت ووضعت نفسي في موقع سانح للتسجيل وقدم لي تمريرة حاسمة رائعة».

مشاركة المقال: