الأحد, 27 يوليو 2025 01:39 PM

بيان مثير للجدل لضابط سابق حول الأوضاع في السويداء يثير مخاوف من الانفصال

بيان مثير للجدل لضابط سابق حول الأوضاع في السويداء يثير مخاوف من الانفصال

أثار الضابط السابق في قوات النظام البائد، طارق الشوفي، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشره بياناً باسم ما يسمى "المجلس العسكري للسويداء". اعتبر متابعون البيان نقضاً لاتفاق وقف إطلاق النار وتلميحاً إلى رغبة في الانفصال عن سوريا.

تحدث الشوفي في البيان، الذي انتشر على نطاق واسع يوم الجمعة، عن "تحديات مصيرية" تواجه السويداء، دون الإشارة إلى سوريا. انتقد الشوفي معارضيه، متهماً إياهم بالعمل وفق "حسابات ضيقة" من أجل "الظهور الإعلامي"، وأكد انتشار مسلحي المجلس على "كافة محاور السويداء".

يترأس الشوفي "المجلس العسكري" منذ تأسيسه في 24 شباط الماضي. يضم المجلس مجموعات توصف بأنها خارجة عن القانون، ويتهمه البعض بالتبعية المباشرة لإسرائيل. استقال الشوفي من جيش النظام بالتزامن مع انطلاق الحراك في السويداء عام 2023، وشارك في المظاهرات ضمن "تيار سوريا الفيدرالية" الذي دعا إلى دولة لا مركزية.

علق الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، على التصريحات قائلاً إنها "ليست حالة فردية بل هناك اشتغال جدي عليها من قبل بعض المجموعات العسكرية المنفلتة من عقالها والمدعومة إسرائيليا.. مع أنها مرفوضة في السويداء شعبيا بشكل كبير". ربط سعدو بين البيان والموقف الإسرائيلي، معتبراً أنه في حال وجود "تفاهم وتوافق بين إسرائيل وحكومة دمشق فلا قيمة لكل تلك التخرصات".

وحول تلميحات الانفصال، استبعد سعدو أن تتمكن إسرائيل من ضم السويداء، لأنها "ليست على حدود فلسطين المحتلة.. هناك محافظتان بينهما درعا والقنيطرة، ولكن بكل تأكيد لو استطاعت فلن تتوانى عن ذلك، لأنها تود أن يكون هناك ممر تسميه ممر داوود.. وليس الوقت الحالي ما يمكن أن يتيح إقامته في المنظور القريب". وأضاف أن المحاولات مرتبطة بالإقليم والتأثيرات الدولية، ولا يبدو أن الأمريكيين حالياً يتجهون نحو تقسيم سوريا.

تزامن تشكيل "المجلس العسكري" مع تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ادعى فيها "حماية الدروز" بعد سقوط نظام الأسد، وكانت المرة الأولى التي تتحدث فيها إسرائيل عن استعدادها للتدخل عسكرياً في السويداء. ظهر أحد مسلحي المجلس في وقت سابق، مؤكداً أنه سيعلن ولاءه لإسرائيل، وهو ما تكرر من قبل عدة مسلحين أثناء الاشتباكات التي شهدتها السويداء.

لا يخفي الشوفي تنسيقه مع التحالف الدولي، مؤكداً وجود مساندة من قبل التحالف ودول غربية، رغم ادعائه عدم تلقي السلاح والدعم من الخارج، ورفضه التعامل مع الحكومة السورية.

أشار الكاتب والصحفي السوري إلى أن البيان "فيه تلميح واضح عن الشيخ البلعوس وأنه خارج عن الإجماع الدرزي!. لم تُذكر كلمة سوريا في البيان ولا أي تلميح بأن السويداء جزء منها على العكس تماما حضر الجبل وكأنه كيان منفصل. هذا بيان حرب وعصابة الهجري تتحين الفرصة لنقض الهدنة في وقت تنتشر فيه إشاعات وأخبار كاذبة عن وضع خاص سيمنح للدروز".

وصف الشاعر السوري البيان بأنه "عسكري انفصالي"، ودعا الدولة السورية إلى "إعادة السويداء سريعاً إلى سوريا الموحدة، وضمان حقوق الجميع، مع تحييد المدنيين وضمان حقوقهم، ومحاسبة القتلة والانفصاليين".

أوضح الصحفي السوري عمر الحريري أن "الكثير من الأخبار غير الصحيحة تنتشر حول اتفاق السويداء وتحول الملف لأمريكا فقط، وبعضهم تحدث عن دخول جنود أتراك أو من الأردن وكلها مغلوطة، وكل ما يتم تداوله غير صحيح ومازالت المفاوضات ومحاولات التقارب حول الاتفاق الأول برعاية الدول الضامنة ولم تنشر بنوده للآن بسبب عدم التزام ميليشيات الهجري به، والمسار حالياً هو محاولات الدول الضامنة إلزامه به علماً أن ميليشيات الهجري ومن خلفها كيان الاحتلال الإسرائيلي مازالت تتهرب من الالتزام وتحاول إطالة الأمور، وفي نفس السياق مازال الدعم عبر الطيران المروحي للاحتلال الإسرائيلي مستمرا للميليشيات حيث أنزلت حمولة في الفرقة 15 جنوب السويداء كما تواردت أنباء عن إجلائها لجرحى باتجاه المنطقة العازلة المحتلة".

دعا "المجلس العسكري" ضباطاً وعسكريين و"حملة السلاح من المجتمع المدني" لحضور تجمع التأسيس في 24 شباط في منطقة سد العين بين السويداء وصلخد، بدعوى "مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة في أعقاب انسحاب الجيش السوري من المنطقة"، وأعلنت مجموعات عدة الانضمام إليه فيما بعد. صرح الشوفي بأن المجلس يسعى إلى الاندماج في الجيش السوري الموحد الجديد، لكنه اشترط "العلمانية والديمقراطية واللامركزية"، باعتبارها "مبادئ أساسية لتحقيق العدالة والاستقرار".

رفض حكمت الهجري في البداية الاعتراف بالمجلس الجديد، ووصف أعضاءه بالانفصاليين، قائلاً إنهم يفتقرون إلى الشرعية لتمثيل المجتمع أو قيادة المحافظة، لكن المجلس بات يدين بالولاء للهجري مؤخرا، حيث يتفق الطرفلن على الانفصال واستجلاب الدعم من الكيان الإسرائيلي.

يعتمد المجلس علماً يحمل خريطة سوريا، مشابهاً للعلم الذي تستخدمه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع إبراز محافظة السويداء "بالنجمة الخماسية الدرزية"، وقد أعرب الشوفي عن استعداده للتعاون مع "قسد"، منذ تأسيس المجلس، وهو ما تكرر خلال الاشتباكات الدامية التي وقعت مؤخرا في السويداء.

يتشكل المجلس بشكل أساسي، من (قوات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ‘مقرّها بكا’)، و(قوات النبي شعيب) و(قوات بيرق سليمان بن داوود) التي يقودها ماجد نجم أبو راس، وهو الذي “عبر مراراً وتكراراً عن دعمه لإسرائيل، وفي إحدى المشاركات، أعاد نشر منشور على فيسبوك كتبه الإسرائيلي الدرزي سليمان عبد اللطيف يحث فيه الشباب الدروز في السويداء على الانضمام إلى المجلس العسكري، مدعياً أنه عندما ستدخل القوات الإسرائيلية سوريا، فإنها ستجند مقاتلين دروزاً في صفوفها”، وفق “المركز العربي لدراسات التطرف”.

مشاركة المقال: