السبت, 13 سبتمبر 2025 04:00 PM

ترامب يعلن "الحرب على المخدرات": هل فنزويلا هي البداية؟ وما هي الخطوة التالية؟

ترامب يعلن "الحرب على المخدرات": هل فنزويلا هي البداية؟ وما هي الخطوة التالية؟

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استراتيجية جديدة لمكافحة ما أسماه "كارتلات المخدرات"، وبدأ التنفيذ بتركيز على فنزويلا. تشمل هذه الاستراتيجية نشر طائرات "أف-35" وسفن حربية وغواصات، بالإضافة إلى مرسوم رئاسي "سري" يسمح للبنتاغون باستخدام القوة العسكرية ضد هذه العصابات في الخارج، خاصة في أميركا اللاتينية. كما وقّع ترامب أمراً تنفيذياً بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب بهدف "فرض السلام من خلال القوة".

سبق هذا التحرك العسكري إجراءات اقتصادية، حيث برّر ترامب رفع الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا باتهامهما بعدم بذل جهود كافية لمنع المخدرات من الوصول إلى الولايات المتحدة.

يشهد الوضع توتراً متزايداً في ظل العلاقات المتوترة أصلاً بين واشنطن وكراكاس. وكانت الضربة الأولى في 3 أيلول/سبتمبر، عندما أعلن ترامب أن القوات الأميركية هاجمت قارباً في البحر الكاريبي محملاً بالمخدرات تابعاً لعصابة "ترين دي أراغوا"، مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وصفهم بـ"إرهابيي المخدرات" التابعين للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

مادورو مطلوب للقضاء الفيدرالي الأميركي بتهمة الاتجار بالمخدرات، ويُزعم أنه قائد "كارتل دي لوس سوليس"، وقد رُصدت مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

يبدو أن حرب ترامب على المخدرات لا تعرف حدوداً. فهل سينجح في وقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة؟ وما هي أهدافه الحقيقية في فنزويلا؟

ذكرت مصادر لـ"سي أن أن" أن ترامب يدرس خيارات لتنفيذ ضربات عسكرية تستهدف عصابات المخدرات في فنزويلا، بما في ذلك ضربات محتملة داخل البلاد. واعتبرت المصادر أن "ضربة الزورق" تعكس هذه الخيارات وتمثل تصعيداً في حملة إدارة ترامب ضد الكارتلات.

يرى الباحث في العلاقات الدولية محمد سيف الدين أن السياسة الخارجية الأميركية تهدف إلى التخلص من القوى المناوئة لواشنطن، بما في ذلك فنزويلا، التي يعتبرها جزءاً من استراتيجية إيقاف الصين وشركائها. ويضيف أن تغيير الحكم في فنزويلا يظل هدفاً أميركياً واضحاً لإدارة ترامب.

وفقاً لموقع "أكسيوس"، تسمح السياسة الأميركية الجديدة باستهداف مادورو بالاغتيال، بما في ذلك عبر ضربة مسيّرة. ويقول مسؤولون إن هذا الاحتمال لم يُناقش بجدية، لكن ترامب يبقيه خياراً مطروحاً.

يؤكد سيف الدين أن تحرك ترامب تجاه فنزويلا تحكمه أهداف أوسع بكثير من مجرد مكافحة عصابات المخدرات.

في ظل هذا التصعيد، تتأهب فنزويلا، وينتشر جنودها على الحدود. ويهدد مادورو ويحذر من أي محاولة لدخول فنزويلا، مؤكداً الاستعداد للدفاع عن السلام والسيادة ووحدة الأراضي.

في كانون الثاني/يناير، صنفت الخارجية الأميركية 8 كارتيلات مكسيكية كمنظمات إرهابية. وأعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراء عسكرياً أحادياً إذا فشلت المكسيك في تفكيك عصابات المخدرات.

رفضت رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم أي تدخل عسكري أميركي داخل أراضي بلادها. واعتبر ترامب أن "شينباوم امرأة لطيفة، لكنها خائفة جداً من الكارتلات لدرجة أنها لا تستطيع التفكير بوضوح".

يشير سيف الدين إلى أن "سعي ترامب لعسكرة العلاقات ليس الهدف بحد ذاته، إنّما تطويع الإرادات السياسية الهدف الأساس".

كشف تحقيق لوكالة "رويترز" عن "تعاون غير تقليدي" بين واشنطن والمكسيك، حيث تدير وكالة الاستخبارات المركزية عمليات سرية في المكسيك لتعقب أخطر تجار المخدرات، بالتعامل مع وحدات خاصة داخل الجيش المكسيكي مكرسة لمطاردة الكارتلات.

بموافقة الحكومة المكسيكية، توفر الوكالة لهذه الوحدات تدريباً ومعدات ودعماً مالياً. وتخضع الوكالة أعضاءها لاختبارات كشف الكذب، وتؤمن معلومات استخباراتية وتمويلاً وتدريباً وتجهيزاً للوحدات التي تتولى ملاحقة الكارتلات.

منذ 2018، شاركت الوحدات المدققة من الـCIA في اعتقال عدد من كبار قادة الكارتلات، من بينهم رافاييل كارو كوينتيرو وأوفيديو غوزمان لوبيز.

ترى مجلة "بوليتيكو" أن نهج ترامب ليس استراتيجية شاملة بل خليط تكتيكات متناقضة، فبينما يلوح باستخدام القوة العسكرية ضد الكارتلات، يقتطع الأموال المخصصة لبرامج علاج الإدمان في الولايات المتحدة.

تشير استطلاعات الرأي إلى تراجع شعبية ترامب، لكنه لا يخفي أن المصلحة الأميركية هي التي تحدد الخطوة المطلوبة.

يقول سيف الدين إن الهدف الأساس لترامب هو إحكام السيطرة على الأقاليم التي تقع عند الممرات المائية الحيوية، ولهذا السبب فتح قضية قناة بنما وإعادة تسمية خليج المكسيك، والآن فنزويلا.

يتهم ترامب الحكومة الصينية بعدم بذل جهود كافية لوقف إنتاج وتصدير المواد الكيميائية الأولية للفنتانيل إلى الولايات المتحدة.

يلفت سيف الدين إلى أن كثرة الجبهات المفتوحة قد تقود مشروع ترامب إلى تشتت القدرات والموارد.

فأين حدود هذه الجبهة التي فتحها ترامب؟ وهل ستكون المخدرات مدخلاً لتدخل أميركي أكبر؟

مشاركة المقال: