السبت, 6 سبتمبر 2025 02:06 AM

توقعات بانخفاض حاد في إنتاج زيت الزيتون بدرعا بسبب الجفاف والمعاومة وارتفاع الأسعار

توقعات بانخفاض حاد في إنتاج زيت الزيتون بدرعا بسبب الجفاف والمعاومة وارتفاع الأسعار

تشير التوقعات إلى أن محصول الزيتون في محافظة درعا هذا الموسم سيكون أقل من المعتاد، حيث أثر انخفاض الأمطار إلى حوالي الثلث مقارنة بالمعدل السنوي خلال الشتاء الماضي بشكل كبير على أشجار الزيتون. ويتوقع المراقبون ارتفاع أسعار الثمار والزيت نتيجة لانخفاض الإنتاج المتوقع بنسبة كبيرة، وقد بدأت بالفعل بوادر الارتفاع، حيث ارتفع سعر صفيحة الزيت (16 كجم) من إنتاج الموسم الماضي من حوالي 500 ألف ليرة إلى حوالي 700 ألف ليرة.

ارتفاع التكاليف

أعرب عدد من المزارعين عن عدم تفاؤلهم بالحصول على إنتاج جيد من محصول الزيتون، مشيرين إلى أن قلة الأمطار أثرت بشكل كبير، وأنهم لم يتمكنوا من توفير الري الكافي للأشجار، خاصة خلال موجة الحر الشديدة، إما بسبب عدم توفر مصدر مياه أو بسبب ارتفاع تكلفة الري من الآبار الزراعية. وأشاروا إلى أن مكافحة الآفات تتم بأقل قدر ممكن بسبب التكاليف الباهظة، مما يؤثر سلبًا على جودة الثمار المنتجة وحتى الزيت الناتج عن عملية العصر.

مزارعون: لم نقدم الريّات والمكافحة بالقدر الكافي لارتفاع التكاليف

الإنتاج المتوقع

أوضح مدير زراعة درعا، المهندس عاهد الزعبي، لصحيفة الحرية، أن المساحة المزروعة بالزيتون في محافظة درعا تبلغ 5659 هكتارًا مرويًا و 11504 هكتارات بعلية، وتحتوي على 3.140 مليون شجرة، منها 2.826 مليون شجرة مثمرة. أما بالنسبة للإنتاج المتوقع، فيبلغ 17 ألف طن، بانخفاض عن السنوات السابقة يقدر بنسبة 40٪، بسبب ظروف الجفاف وظاهرة المعاومة.

مدير الزراعة: ١٧ ألف طن الإنتاج المقدر بانخفاض ٤٠٪ عن السنوات السابقة

ترميم وتوسع

أشار مدير الزراعة إلى أن الزيتون يزرع في جميع أنحاء المحافظة، وأن المزارعين يتقنون رعايته من فلاحة وتقليم ومكافحة وتوفير الري وغير ذلك. وأوضح أن العديد من المزارعين يعملون على ترميم المساحات التي تضررت خلال السنوات السابقة، حيث جفت العديد من الأشجار بسبب عدم القدرة على توفير الرعاية اللازمة لها، وبدأوا في زراعة شتلات جديدة في المساحات المتضررة، بالإضافة إلى زراعة مساحات جديدة، خاصة وأن العائد من بيع الثمار وزيت الزيتون أصبح محفزًا.

الرعاية مطلوبة

وفيما يتعلق بوضع المحصول، أوضح رئيس دائرة الشؤون الزراعية والوقاية، المهندس حسن الصمادي، لصحيفة الحرية، أن الإصابة بمرض عين الطاووس للموسم الحالي ضعيفة جدًا نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الرطوبة، حيث أن العامل المحدد لمدى هذه الإصابة هو الحرارة المعتدلة وخاصة الرطوبة العالية. ومن أهم طرق المكافحة تنفيذ الإجراءات الزراعية المطلوبة، مثل التقليم الجيد لتقليل الكثافة النباتية التي تساعد بشكل كبير في تخفيف الإصابة، وعند ظهور الإصابة تأتي ضرورة المكافحة بمركبات (الكونازول).

بعض الإصابات

وتطرق الصمادي إلى أن قلة الأمطار أدت إلى انخفاض كمية الثمار وظهور بعض الإصابات، مثل حلم أوراق الزيتون، الذي يسبب تشوهات في الأوراق وحتى الثمار. والنصيحة في هذه الفترة هي مراقبة طيران ذبابة ثمار الزيتون، وإذا لوحظ وجودها، فينبغي استخدام المصائد الفرمونية، وفي حال ازدياد أعدادها، تصبح المكافحة ضرورية لحماية الثمار من الإصابة بدودة ثمار الزيتون، وأيضًا مكافحة حلم أوراق الزيتون.

مختصون: انحباس الأمطار أدى لانخفاض كمية الثمار وظهور إصابات

معاومة وجفاف

من جهته، أوضح الخبير بالشأن الزراعي، المهندس محمد الشحادات، لصحيفة الحرية، أن واقع الزيتون هذا العام أقل من المتوسط لأنها سنة معاومة بالدرجة الأولى، وبسبب موجة الجفاف بالدرجة الثانية، والتي أثرت بشكل كبير على الموسم بسبب قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الإزهار وتساقط نسبة كبيرة من العقد. كما أن جفاف عدد ليس بقليل من الآبار في مختلف المناطق أدى إلى تراجع تقديم ريات تكميلية.

ضعف الغلة

وأشار الشحادات إلى أنه بالمقابل، توجد بعض الحقول التي حظيت بالخدمة الجيدة من الري والعزيق وأصناف أشجارها من غير المعاومة، سيكون إنتاجها جيدًا، ولكن بالمجمل هذا الموسم ضعيف من ناحية الإنتاج والغلة، وهو ما سنلاحظه خلال موسم القطاف والعصير. ولم يغفل أن موجة الحر التي شهدتها محافظة درعا ستؤدي لتلون الثمار بشكل مبكر هذا الموسم، أي سنجد ثمار الزيتون بالأسواق قبل الموعد المفترض وبشكل كبير على غير المعتاد.

مشاركة المقال: