يشهد البيت الأبيض اليوم الاثنين اجتماعاً تاريخياً بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك بعد أيام من قرار واشنطن برفعه من قائمة الإرهاب.
ويعتبر الشرع، الذي قاد مع فصائل أخرى عملية عسكرية أطاحت ببشار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ استقلال سوريا عام 1946.
الجدير بالذكر أن الشرع، الذي كان يُعرف سابقاً بأبي محمد الجولاني، كان يتزعم "هيئة تحرير الشام" المنبثقة من جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة قبل إعلان فك ارتباطها به. وكانت واشنطن قد شطبت الهيئة من قائمة المنظمات الإرهابية في تموز/يوليو.
منذ توليها السلطة، عملت القيادة السورية الجديدة على قطع الصلة بماضيها العنيف وتقديم صورة أكثر اعتدالاً للسوريين والقوى الأجنبية.
وفي هذا السياق، يرى مايكل حنا، مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، أن زيارة الشرع إلى البيت الأبيض "تحمل رمزية كبيرة للزعيم الجديد للبلاد الذي يأخذ خطوة جديدة في تحوله المذهل من زعيم متشدد إلى رجل دولة عالمي".
وكان الرئيس الانتقالي قد التقى ترامب للمرة الأولى في السعودية خلال جولة إقليمية قام بها الرئيس الأميركي في المنطقة في أيار/مايو.
وبعد وصوله إلى واشنطن، اجتمع الشرع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا لبحث إمكانية مساعدة سوريا بعد سنوات الحرب، كما التقى بممثلين عن منظمات سورية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك أن الشرع قد يوقع اتفاقاً الاثنين للانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده واشنطن.
يُذكر أن التحالف قد ألحق هزيمة عسكرية بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا عام 2019 بالتعاون مع قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، والتي تتفاوض حالياً للاندماج مع الجيش السوري.
كما أفاد مصدر دبلوماسي في سوريا لوكالة "فرانس برس" بأن الولايات المتحدة تعتزم في الوقت نفسه إنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من دمشق "لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات بين سوريا وإسرائيل".
وكان قرار وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة بشطب الشرع من القائمة السوداء متوقعاً.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية تومي بيغوت إن حكومة الشرع تعاونت مع الولايات المتحدة في العثور على أي أميركيين مفقودين والتخلص من أي أسلحة كيميائية ما زالت في سوريا.
وأكد أن "هذه التدابير يتم اتخاذها في معرض الإقرار بالتقدم الذي تظهره القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد وأكثر من خمسين عاماً من القمع في ظل نظام عائلة الأسد".
وأعلنت وزارة الداخلية السورية يوم السبت أنها نفذت 61 مداهمة وألقت القبض على 71 شخصاً في "حملة استباقية لتحييد التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية"، وفقاً لوكالة "سانا" الرسمية.
وذكرت أن عمليات الدهم استهدفت مواقع توجد بها خلايا نائمة لتنظيم الدولة الإسلامية، بما في ذلك في حلب وإدلب وحماه وحمص ودير الزور والرقة ودمشق.
وتأتي زيارة الشرع إلى واشنطن بعد زيارته لمقر الأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر، ليكون أول رئيس سوري منذ عقود يلقي خطاباً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقادت واشنطن الأسبوع الماضي تصويتاً لمجلس الأمن لرفع العقوبات الأممية المفروضة عليه.
وتسعى سوريا، التي خرجت من نزاع مدمر دام 13 عاماً، إلى تأمين تمويلات لإعادة الإعمار التي قدر البنك الدولي كلفتها بأكثر من 216 مليار دولار.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار