استجابةً للأوضاع الطارئة التي يمر بها الساحل السوري جراء الحرائق التي اندلعت في الغابات والمناطق الزراعية، أطلق رجال أعمال وصناعيون وتجار من مدينة حلب مبادرة إنسانية تحت اسم "أيادي حلب البيضاء". تهدف المبادرة إلى دعم فرق الدفاع المدني السوري في جهودها لإخماد النيران.
بدأت المبادرة فعليًا بإرسال شاحنة دعم لوجستي عاجلة إلى المناطق المتضررة، محملة بالاحتياجات الميدانية الأساسية لتعزيز قدرة فرق الإطفاء على مواجهة الحرائق، خاصة في ظل التضاريس الجبلية الصعبة والظروف المناخية القاسية.
أوضح باسل حموية لمنصة سوريا ٢٤ أن هذه المبادرة تأتي كواجب إنساني وأخلاقي تجاه المتضررين، مؤكدًا أن القائمين عليها تابعوا عن كثب حجم المعاناة واطلعوا على الاحتياجات الحقيقية لفرق الدفاع المدني. وأشار إلى أن الشاحنة المرسلة تحتوي على مواد غذائية سريعة الاستخدام كالمعلبات والمياه والعصائر، مع مراعاة ارتفاع درجة الحرارة الذي قد يؤدي إلى تلف بعض المواد.
كما أوضح حموية أن الشاحنة تتضمن كميات من المازوت الأوروبي عالي الجودة لتشغيل مضخات المياه والمولدات، بالإضافة إلى أجهزة اتصال لاسلكية (توكي ووكي) لتقوية التواصل بين الفرق الميدانية. وأشار إلى النقص الحاد في معدات الاتصال والمولدات المحمولة والوقود النظيف، مؤكدًا أن هذه الاحتياجات ضرورية لضمان فعالية عمليات الإطفاء.
مبادرات فردية تكمل الجهود الجماعية
في سياق متصل، أرسل عمار التقال، مالك شركة محروقات في ريف حلب الغربي، عشرة صهاريج كبيرة للمساهمة في عمليات الإطفاء. وقال التقال لمنصة سوريا ٢٤: "بعد مشاهدتي للحرائق في غابات الساحل، أوقفت عمل الصهاريج في نقل المحروقات، وقمت بتجهيزها وإرسالها إلى الساحل، ووضعتها تحت تصرّف فرق الإطفاء". وأكدّ أن "هذه الغابات تمثّل خط الدفاع الأول عن سوريا في وجه المناخ القاسية"، داعياً الجميع إلى التحرك.
وانضم حسن منصور، مالك صهريج لبيع المياه في ريف حلب، إلى الفرق التطوعية، بعد أن توقف عن عمله الأساسي للمساهمة في عمليات الإطفاء ميدانيًا.
خطوات تكميلية ودعوات للتوسعة
تعتزم مبادرة "أيادي حلب البيضاء" مواصلة جهودها خلال الأيام القادمة بالتنسيق المباشر مع فرق الدفاع المدني، وسط دعوات لتوسيع دائرة المشاركة الفردية والمؤسساتية من مختلف المحافظات السورية، لمواجهة هذه الكارثة البيئية التي تهدد حياة الناس وتستنزف المساحات الخضراء المتبقية في البلاد.