الثلاثاء, 1 يوليو 2025 06:25 PM

حمص تطلق مشروع الهوية البصرية: مبادرة لإحياء الذاكرة الجماعية وتعزيز الانتماء

حمص تطلق مشروع الهوية البصرية: مبادرة لإحياء الذاكرة الجماعية وتعزيز الانتماء

أعلنت محافظة حمص عن إطلاق مشروع تصميم وتطوير الهوية البصرية للمدينة، في خطوة تهدف إلى إبراز ثراء حمص الحضاري والثقافي والتاريخي، وصياغة هوية بصرية معاصرة تليق بمكانتها وتعكس أصالتها. جاء ذلك بتكليف من الدكتور عبد الرحمن الأعمى، محافظ حمص، وإشراف مباشر من مديرية الإعلام في المحافظة.

تُعرف الهوية البصرية لأي مدينة بأنها مجموعة العناصر البصرية المترابطة التي تعبر عن شخصيتها، وتعكس صورتها الذهنية وقيمها وتاريخها وثقافتها. يهدف هذا المشروع إلى تقديم حمص بصورة موحدة وجذابة على المستويين المحلي والعالمي، وتعزيز انتماء السكان إليها، وتمييزها عن غيرها.

أوضح مدير الأبحاث والدراسات في المشروع، الباحث "فارس الأتاسي"، في تصريح لـ "زمان الوصل"، أن فكرة المشروع جاءت استجابة للحاجة الملحة لهوية بصرية جامعة تمثل حمص في الداخل والخارج، خاصة بعد عقود من التهميش والتدمير الذي طال المدينة من قبل النظام السابق. وأشار الأتاسي إلى أن ملامح المشروع بدأت بالظهور بعد أسابيع قليلة من سقوط النظام، حيث بدأت محافظة حمص بالتنسيق مع مختصين في مجالات الإعلام والتصميم والتاريخ لتأسيس رؤية واضحة ومنهجية متكاملة لتنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير.

تعتمد رؤية المشروع على مبدأ المشاركة المجتمعية، حيث تؤكد المحافظة على أهمية انخراط أبناء حمص من المختصين في مختلف المراحل، لضمان أن تكون الهوية البصرية نابعة من أبناء المدينة وتعكس وجدانهم وتطلعاتهم. فالهوية ليست مجرد شعارات أو ألوان، بل تمثيل حي للذاكرة الجمعية والخصوصية الثقافية والروحية لحمص.

يتكون المشروع من عدة فرق للمساهمة في تنفيذ مراحله، منها فريق الدراسات والأبحاث الذي يُعنى بجمع وتحليل التجارب العالمية في مجال بناء الهويات البصرية، وتقديم مقترحات علمية مستندة إلى دراسات تأصيلية للتراث الحمصي. وفريق المحتوى المرئي الذي يقوم بجولات توثيقية داخل المحافظة لجمع الصور والمقاطع والمعلومات التي تعكس الجوانب المعمارية والثقافية والطبيعية للمنطقة. أما الفريق الفني فيعتمد على تقارير الدراسات والأبحاث لإنتاج نماذج أولية للهوية البصرية، تتم مراجعتها بشكل دوري بإشراف مديرية الإعلام. وأخيراً، يتم إشراك المجتمع المحلي عبر منصات التواصل والاستبيانات لأخذ ملاحظاتهم وآرائهم في المخرجات النهائية.

ونوّه الأتاسي، المهتم بتاريخ حمص في العهد العثماني، إلى أن التصميم المزمع تقديمه يرتكز على مجموعة من الرموز البصرية العريقة التي تميز حمص، من أبرزها العناصر العمرانية كالحجر البازلتي الأسود والمآذن المربعة للمساجد القديمة، والمعالم الطبيعية كنهر العاصي ورمال تدمر الذهبية والمساحات الخضراء في وادي النصارى، والتراث المادي واللامادي كالنقوش والتطريزات التقليدية على الملابس والحلويات الحمصية الأصيلة. كما سيتم اعتماد المعالم السياحية والتاريخية المنتشرة في كامل المحافظة كمرجع أساسي في بناء الهوية، حيث تم إعداد دراسات أولية تناولت عدداً واسعاً من هذه المعالم لتوظيفها بصرياً وثقافياً في المشروع.

يمثل مشروع الهوية البصرية لمدينة حمص خطوة استراتيجية نحو إعادة تعريف حمص كرمز للثقافة والصمود والانتماء، وهو دعوة لكل الحماصنة للمساهمة في بناء هوية مدينتهم من جديد، بروح جماعية، ووفاء لذاكرتهم وتاريخهم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل

مشاركة المقال: