الأربعاء, 3 سبتمبر 2025 02:11 AM

حملة واسعة في البوكمال لإصلاح شبكات الصرف الصحي المتضررة

حملة واسعة في البوكمال لإصلاح شبكات الصرف الصحي المتضررة

أطلقت بلدية مدينة البوكمال، بالتعاون مع إدارة منطقة البوكمال، حملة شاملة لإعادة تأهيل وصيانة شبكات الصرف الصحي المتضررة في أنحاء المدينة، مع التركيز بشكل خاص على المنطقة المحيطة بـ "دوار المصرية". وقد بدأت بالفعل أعمال التركيب لأنابيب جديدة، بالإضافة إلى صيانة الشبكات المتضررة الموجودة.

تأتي هذه المبادرة في إطار الجهود المستمرة لتحسين البنية التحتية الحيوية في المدينة، التي عانت أضراراً بالغة نتيجة سنوات النزاع والدمار. وأكدت البلدية أن هذا المشروع يحظى بدعم لوجستي ومالي كامل من إدارة منطقة البوكمال، مما يعكس الأولوية القصوى التي توليها الإدارة لمعالجة التحديات الخدمية التي تواجه المدنيين، وخاصة في قطاع الصرف الصحي الذي تدهور بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

أهمية المشروع: خطوة حيوية نحو إعادة الإعمار

تعتبر هذه الأعمال من الخطوات الأساسية لإعادة بناء البنية التحتية في البوكمال، التي تضررت بشكل كبير نتيجة القصف المكثف خلال سنوات النزاع، وخاصة من قبل الطيران الروسي وقوات النظام السابق. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 70% من شبكة الصرف الصحي في المدينة قد دُمرت بالكامل أو تعاني من تسربات وانسدادات مزمنة، مما أدى إلى تجمعات للمياه العادمة في الشوارع، وانتشار الروائح الكريهة، وزيادة خطر انتشار الأمراض.

وأوضح مسؤولون فنيون في البلدية أن التركيز على منطقة دوار المصرية يأتي بسبب الكثافة السكانية العالية في هذه المنطقة، وكونها مركزاً تجارياً وسكنياً مهماً في المدينة، مما يستدعي سرعة معالجة الأعطال لضمان صحة وسلامة السكان.

حجم الضرر جسيم ويتطلب دعماً كبيراً

أكد مدير منطقة البوكمال، عبدالله سلمان الحسين، في حديث لمنصة إخبارية، أن "الضرر الذي لحق بالبنية التحتية في البوكمال كبير جداً، وخاصة في قطاعي الصرف الصحي والمياه، نتيجة للقصف المتكرر من قبل الطيران الروسي وقوات النظام المجرم".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى دعم حكومي أكبر، وتوفير آليات ثقيلة، ومعدات حديثة، وتمويل كافٍ لإنجاز عمليات الصيانة والإصلاح بشكل شامل وسريع". وأشار الحسين إلى أن "ما يتم حالياً هو خطوة أولى، لكنها مهمة"، وقال: "البناء الحقيقي لا يبدأ بالمباني فقط، بل بالبنية التحتية، مثل شبكات الصرف الصحي، ومياه الشرب، والكهرباء. هذه هي أساسات المجتمع".

خطط مستقبلية لتحسين الواقع الخدمي

وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية، كشف الحسين عن سلسلة من المشاريع الخدمية التي سيتم تنفيذها خلال الأشهر القليلة القادمة، وذلك ضمن الإمكانيات المتاحة حالياً، وتشمل:

  • إعادة تأهيل عدد من المدارس قبل انطلاق العام الدراسي الجديد، بهدف تمكين الطلاب من العودة إلى التعليم في بيئة آمنة وصالحة.
  • إضاءة الطرقات العامة والكورنيش الممتد على ضفاف نهر الفرات، لتحسين الحركة الليلية وتعزيز الأمن.
  • تأهيل الحدائق العامة وتنظيفها وتجهيزها بمرافق ترفيهية بسيطة، لإتاحة مساحات آمنة للأطفال والعائلات.

وأكد أن هذه المشاريع تُنفذ بجهود ذاتية ودعم محلي، لكنها تحتاج إلى "تدخل حكومي أوسع، وشراكات تنموية، لتكون مستدامة وشاملة".

نحو مستقبل أفضل

تمثل أعمال صيانة شبكة الصرف الصحي في البوكمال خطوة رمزية وعملية في آن معاً، تُظهر إرادة مجتمعية وإدارية حقيقية لإعادة إعمار المدينة، رغم الشح في الموارد. ومع استمرار هذه الجهود، يُتوقع أن تشهد البوكمال تحسناً تدريجياً في الواقع الخدمي، مما قد يشجع آلاف المهجرين على العودة إلى مدينتهم، ويعيد لها نبض الحياة بعد سنوات من الدمار.

مشاركة المقال: