السبت, 23 أغسطس 2025 07:17 PM

دراسة تكشف: هل وظيفتك تعرضك للخيانة الزوجية؟ عوامل العمل والاختيارات الشخصية

دراسة تكشف: هل وظيفتك تعرضك للخيانة الزوجية؟ عوامل العمل والاختيارات الشخصية

تظل الخيانة الزوجية قضية تثير جدلاً واسعاً في المجتمعات. وبينما يربطها البعض بطبيعة المهنة، تُظهر الدراسات أن المسألة أكثر تعقيداً، وغالباً ما ترتبط بالخيارات الفردية.

ضغوط المهن الصحية: بين الاحتراق المهني والإغراءات

في عام 2017، كشفت دراسة في Journal of Clinical Nursing عن مستويات الإرهاق النفسي لدى مقدمي الرعاية في دور المسنين بفرنسا، حيث عانى 40% من المشاركين من الاحتراق النفسي. ويعزى الميل إلى الخيانة في هذا المجال إلى طبيعة العمل المرهقة.

وفي دراسة أخرى عام 2021، نُشرت في International Journal of Environmental Research and Public Health، شملت أكثر من 360 طبيباً وممرضة، تبين أن 21% من المشاركين كانوا في علاقة غير شرعية أو مروا بها سابقاً، وأكثر من 80% منهم كانوا من الأطباء.

ومن المثير للاهتمام أن الرجال في القطاع الصحي كانوا أكثر ميلاً إلى الخيانة بخمس مرات مقارنة بالنساء، مما يناقض الصورة النمطية عن «الممرضات الخائنات». وكشفت الدراسة أن الرجال كانوا أكثر عرضة لممارسة الجنس في غرفة الأطباء أثناء ساعات العمل.

ولعبت ساعات العمل دوراً محورياً، فالذين عملوا في أقسام الطوارئ الليلية كانوا أكثر عرضة للخيانة بمعدل 18 مرة مقارنة بمن يعملون بدوام جزئي. وعزا المشاركون ذلك إلى ضغوط المهنة، وفترات الغياب الطويلة عن المنزل، والحاجة إلى «تفريغ الضغط»، بالإضافة إلى سهولة تبرير الغياب وتغطية الخيانة بفضل طبيعة العمل.

ويشدد الباحثون على أن الارتباط بين المهنة والخيانة علاقة ارتباط وليست علاقة سبب مباشر، فالخيانة في النهاية قرار شخصي.

دوافع شخصية تتجاوز حدود المهنة

عدم الرضى عن العلاقة: دراسة نُشرت عام 2017 في The Journal of Sex Research أوضحت أن الخيانة تحدث بسبب الشعور بعدم الرضى أو الإهمال، أو بسبب انخفاض الالتزام العاطفي. وغالباً ما يلجأ الأفراد إلى علاقة جديدة هرباً من مواجهة المشاعر الصعبة أو إنهاء العلاقة بشكل صحي.

عدم الرضى عن الذات: أشارت نفس الدراسة إلى أن انخفاض تقدير الذات أو الخوف من الرفض قد يدفع بعض الأشخاص إلى البحث عن علاقات أخرى لتعزيز شعورهم بالقيمة أو الشعبية. وفي بعض الحالات، تكون الخيانة شكلاً من أشكال «تخريب الذات»، إذ يشعر الفرد أنه لا يستحق الحب.

السمات الشخصية المظلمة: بحث نُشر في Journal of Sex and Marital Therapy أظهر أن الأشخاص الذين يعانون مما يُسمى بـ«النرجسية الجنسية» يستخدمون الجنس كوسيلة لتعزيز الأنا، مع قلة التعاطف وعدم التفكير بعواقب أفعالهم، وهو ما يزيد احتمال الخيانة.

شهادة من المحاكم: ما يراه محامو الطلاق

بعيداً من الدراسات الأكاديمية، يقدّم الميدان صورة أخرى. المحامية الأميركية كيت سيموندز (Kate Simonds)، البالغة 39 عاماً وتعمل منذ 15 عاماً كمحامية طلاق في فينيكس – أريزونا، تقول إنها رأت أنماطاً تتكرر بوضوح.

تؤكد سيموندز أن أكثر المهن التي لاحظت فيها نسب خيانة مرتفعة هي: الشرطة، الإطفاء، والجيش. وتُرجع السبب إلى طبيعة هذه الوظائف التي تبقي أصحابها بعيدين عن المنزل لفترات طويلة، إضافة إلى ما تسميه “الأنا الكبيرة” المرتبطة بهذه المهن، فضلاً عن «جاذبية الزي الرسمي».

قرار فردي لا وظيفة جماعية

ما بين الدراسات الأكاديمية وتجارب المحاكم، يبدو أن المهنة قد توفّر بيئة تُسهل أو تُعقّد الخيانة، لكنها لا تُنتجها بشكل مباشر. فالخيانة في النهاية قرار شخصي مرتبط بعدم الرضى عن العلاقة أو عن الذات، وبسمات شخصية لم تخضع بعد لعمل داخلي صادق.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: