تواجه مدينة دير الزور وريفها الشرقي في سوريا صيفاً قاسياً، حيث تجاوزت درجات الحرارة 48 درجة مئوية، مما فاقم معاناة السكان في ظل بنية تحتية متهالكة وخدمات أساسية منهارة. يحاول الأهالي التأقلم مع هذا الواقع المرير، حيث تعاني مناطق عديدة من نقص حاد في المياه والكهرباء، وتتقلص خيارات التبريد بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار الثلج.
أوضح الناشط الإغاثي بشار الحسن، من سكان ريف دير الزور، لمنصة سوريا ٢٤، أن المدينة تعتمد على المياه المنقولة عبر الصهاريج، حيث يتراوح سعر الخزان الواحد (خمسة براميل) بين 40 و50 ألف ليرة سورية، بينما ينخفض السعر في الريف إلى ما بين 30 و40 ألف ليرة. أما الكهرباء، فتشهد انقطاعات طويلة تصل إلى 5 ساعات متواصلة، أي أن التيار لا يصل إلا 4 ساعات يومياً. الوضع في المدينة أسوأ، حيث تصل الكهرباء ساعتين وتنقطع 4 ساعات، بحسب الحسن.
أشار الحسن إلى أن قوالب الثلج متوفرة في الأسواق، لكن أسعارها موحدة تقريباً وتتراوح بين 13 و15 ألف ليرة سورية للقالب الواحد، وتختفي الكميات المتوفرة سريعاً في ساعات الظهيرة بسبب الطلب المتزايد. وأضاف أن الوضع الاقتصادي لا يزال متردياً، ويعتمد السكان بشكل كبير على الحوالات المالية من المغتربين.
أكد بشار الحسن أن المستشفيات بدأت تسجل حالات إصابة بضربات الشمس، معظمها في المناطق الريفية، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة. كما أشار إلى أن المياه ملوثة بشكل كبير، مما دفع السكان إلى الاعتماد على المياه المفلترة منزلياً أو عبر محطات التنقية.
من جهته، صرح حمزة العلو، عضو مكتب تنسيق العمل الإنساني (HAC)، لمنصة سوريا ٢٤، أن الوضع البيئي يتدهور بسبب انتشار الحشرات كالبعوض وظهور الحيوانات الخطرة كالعقارب والأفاعي في المناطق المتضررة، مما يشكل تهديداً إضافياً للسكان. وأضاف أن الظروف المعيشية صعبة للغاية في ظل موجة الحر، حيث يفتقر 90% من السكان إلى الكهرباء بسبب التقنين، ويلجأ الكثيرون إلى نهر الفرات. وأشار إلى أن البعض يعاني بشدة، خاصة في الليل بسبب الحرارة، وأن المياه متوفرة ولكن بكميات قليلة جداً في بعض المناطق، مما يدفع الناس إلى تبليل ملابسهم للتخفيف من الحر. وأكد أن بعض الأحياء داخل مدينة دير الزور لا تصلها المياه، مما يزيد من المعاناة، لافتاً إلى وجود أزمة في توفير ألواح الثلج بسبب الطلب الكبير.
أكد العلو أن فريقه يعمل على توعية السكان بمخاطر موجة الحر من خلال تقديم النصائح والإرشادات الوقائية، مثل شرب الكثير من السوائل، وارتداء ملابس فضفاضة وخفيفة، والبقاء في أماكن باردة قدر الإمكان، وتجنب المجهود البدني الشاق خلال ساعات الذروة، والتحقق من حالة كبار السن والأطفال والحيوانات الأليفة باستمرار.
وشدد على أهمية الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب كميات كافية من الماء والعصائر الطبيعية بانتظام، وارتداء ملابس فضفاضة وذات ألوان فاتحة وقابلة للتهوية، مثل القطن، لتقليل امتصاص الحرارة، والبقاء في الأماكن المكيفة أو الظليلة قدر الإمكان، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، وتقليل النشاط البدني الشاق خلال أوقات الذروة، خاصة في الأماكن المفتوحة.
طالب العلو جميع الإعلاميين بتسليط الضوء على موجات الحر والصعوبات التي يواجهها المجتمع، والاحتياجات المطلوبة، من خلال نشر بروشورات توعية للتخفيف من الحر والوقاية من ضربات الشمس، وخاصة عبر المعرفات الرسمية للحكومة. كما طالب بنقل معاناة أهالي دير الزور في ظل موجات الحر الشديد، وانقطاع الكهرباء، وغياب وسائل التبريد، وعدم قدرة السكان على شراء أنظمة طاقة، وانقطاع المياه في الأحياء المدمرة.
ومع اقتراب موجة حر متوسطة الشدة يُتوقّع أن تبلغ درجات الحرارة ذروتها اليوم السبت، يحذر مكتب الإنذار المبكر للعوامل الجوية في الدفاع المدني السوري من مخاطر الطقس الحار، ويدعو المواطنين إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة. ومن أهم النصائح للوقاية من الإجهاد الحراري: منع الأطفال وكبار السن من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، خاصة في أوقات الذروة، وعدم تعرض البالغين لأشعة الشمس لفترات طويلة، مع ضرورة تغطية الرأس والأطراف، والحرص على شرب كميات كافية من الماء، وارتداء ملابس فضفاضة ذات لون فاتح للحفاظ على درجة حرارة الجسم ومنع ارتفاعها.