تتفاقم أزمة القمامة في دير الزور مع اقتراب فصل الصيف، حيث يعاني السكان من انتشار واسع للنفايات في الأحياء، وتراكم الأنقاض والمكبات العشوائية التي تجتاح المناطق. ومع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد الوضع خطورة، مهددًا بانتشار الأمراض والأوبئة نتيجة لتلوث الهواء والتربة، خاصة في ظل غياب حلول جذرية وفعالة من الجهات المعنية.
تتراكم أكوام القمامة في الشوارع، مما يخلق مشهدًا غير حضاري ويشكل مصدر تلوث بيئي خطير. تختلط النفايات بالأنقاض التي لا تزال شاهدة على سنوات الحرب التي مرت بها المدينة، بالإضافة إلى المكبات العشوائية المنتشرة داخل الأحياء السكنية، والتي تفتقر إلى أماكن مخصصة ومعالجة بيئية مناسبة.
يحذر السكان من تداعيات هذا الوضع على صحتهم وسلامتهم العامة، خاصة مع الانتشار الملحوظ للقوارض والحشرات والجرذان، الأمر الذي ينذر بتفشي الأمراض والأوبئة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف. يطالب الأهالي الجهات المختصة بسرعة التدخل وإيجاد حلول عاجلة وجذرية لهذه الأزمة المتفاقمة.
محمد السامر (أبو آمنة)، من سكان حي الحميدية، أكد في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن انتشار القمامة أدى إلى ظهور القوارض والجرذان بكثرة، بالإضافة إلى دخول الأفاعي إلى المنازل بسبب تراكم النفايات. طالب بلدية دير الزور بإزالة هذه النفايات بشكل دوري، وتخصيص أماكن مخصصة لها في كل حي وشارع للحد من تفاقم المشكلة، خصوصاً مع حلول فصل الصيف.
أسماء زهير العبد الله، من أبناء حي الجبيلة، شددت في حديث لمنصة سوريا ٢٤، على ضرورة إزالة الأنقاض من الأحياء، وعدم استخدامها كمكان لرمي القمامة، بالإضافة إلى أهمية تنظيم حملات توعوية تنفذها المنظمات الإنسانية وبلدية المحافظة لزيادة الوعي بأهمية النظافة والحفاظ على البيئة.
في حي العمال، أوضحت طلعت الحسين، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن السكان يلجؤون أحيانًا إلى حرق القمامة كحل مؤقت بسبب عدم وجود عمليات تنظيف منظمة ودورية تقوم بها البلدية، مما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة تؤثر في صحة السكان وتزيد من معاناتهم، وهي مشكلة مستمرة منذ عهد النظام السابق وحتى الآن.
في سياق متصل، أكد محمد الجابر (أبو غيث)، مسؤول اللجنة الشعبية في حي الحميدية، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن هناك مخاطبات مستمرة وجهودًا تبذل لإيجاد حل لمشكلة تراكم النفايات بالتنسيق مع البلدية. كما طالب الأهالي بعدم رمي النفايات بشكل عشوائي للحد من انتشار الأمراض والأوبئة خلال فصل الصيف.
تُعدّ أزمة القمامة في دير الزور تهديدًا بيئيًا وصحيًا يتطلب تدخلًا عاجلاً وفعالاً من الجهات المختصة. فالتأخير في معالجة هذه المشكلة قد يؤدي إلى نتائج وخيمة يصعب التعامل معها لاحقًا، مما يستدعي تكاتف الجميع لضمان حماية صحة وسلامة سكان المدينة واستعادة بيئتها النظيفة والصحية.