الأحد, 20 أبريل 2025 11:17 AM

سوريا تدرس إصدار عملة جديدة وحذف ثلاثة أصفار: هل تعيد الثقة بالاقتصاد؟

سوريا تدرس إصدار عملة جديدة وحذف ثلاثة أصفار: هل تعيد الثقة بالاقتصاد؟

في ظل التغيرات السياسية والإدارية التي تشهدها سوريا، برز من جديد مقترح إصدار عملة سورية جديدة تترافق مع حذف ثلاثة أصفار من العملة الحالية، في محاولة جادة لإعادة ضبط النظام النقدي، واستعادة ثقة السوريين بالمصارف.

الأزمة الحقيقية: الأموال خارج المصارف

ما تواجهه سوريا اليوم ليس مجرد أزمة سيولة، بل أزمة ثقة. فالنقود الورقية متوفرة، لكنها خارج النظام المالي الرسمي. السبب؟ سنوات من التدخلات الأمنية، والفساد، والسياسات العشوائية التي دفعت المواطنين والمؤسسات لسحب أموالهم وتخزينها بعيداً عن البنوك.

لماذا فقد السوريون الثقة بالمصارف؟

  • رقابة أمنية مشددة على التحويلات.
  • فرض إتاوات على العمليات المالية.
  • تقييد السحب من الحسابات.
  • غياب استقرار قانوني واقتصادي.

الحل المقترح: عملة جديدة بحذف 3 أصفار

يؤكد خبراء اقتصاديون أن هذه الخطوة تحمل تأثيراً مزدوجاً: مالي ونفسي. فأن تتحول 100,000 ليرة إلى 100 "ليرة جديدة"، يعني إعادة تنظيم شاملة للنظام النقدي، شرط أن تُنفذ ضمن خطة إصلاح متكاملة.

فوائد إصدار العملة الجديدة

  • إعادة الأموال إلى الدورة الرسمية بربط الاستبدال بمهلة زمنية محددة.
  • خفض التضخم الرمزي وتسهيل العمليات المحاسبية.
  • تعزيز صورة العملة والثقة بها.
  • مكافحة السوق السوداء وغسل الأموال.
  • دفع المواطنين للتعامل مع المصارف مجدداً.

دروس من تجارب ناجحة

  • تركيا (2005): حذفت 6 أصفار من العملة، فشهدت استقراراً نقدياً.
  • البرازيل (1994): أطلقت الريال ونجحت في كبح التضخم.
  • ألمانيا (1948): استبدال العملة أعاد السيولة وأغلق السوق السوداء.

لماذا الآن؟

مع حكومة جديدة وإدارة مصرف مركزي جديدة، يرى الخبراء أن الوقت مناسب لتنفيذ هذه الخطوة، لكن بشرط توفر إرادة سياسية، وإصلاح مؤسساتي حقيقي يعيد بناء الثقة.

شروط النجاح:

  • مهلة استبدال قصيرة ومراقبة صارمة.
  • إصلاح شامل للقطاع المصرفي.
  • وقف تدخل الأجهزة الأمنية في الشأن المالي.
  • إطلاق خطاب رسمي شفاف يشرح الفوائد والأهداف.

أكثر من إجراء اقتصادي... رمزية جديدة

تغيير العملة لا يحمل فقط أبعاداً اقتصادية، بل يتضمن رسالة سياسية ونفسية عميقة. فقد يسمح بالتخلّص من الرموز المرتبطة بعهد ديكتاتوري، ويُسهم في بناء هوية نقدية جديدة تليق بمرحلة إصلاحية واعدة. كما أن حذف الأصفار يخفف الضغط النفسي على المواطنين، الذين اعتادوا التعامل مع كميات ضخمة من الأوراق النقدية، ما يعرّضهم لمخاطر أمنية ويفاقم الشعور بانعدام القيمة.

عملة جديدة... بداية جديدة؟

قد لا تكون العملة الجديدة الحل السحري لكل مشاكل الاقتصاد، لكنها قد تكون الخطوة الأولى نحو التغيير الحقيقي، إذا ما اقترنت بإصلاحات عميقة وشجاعة سياسية.

مشاركة المقال: