أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي عن استعادة سوريا لعضويتها في الوكالة الدولية للفرانكوفونية. جاء هذا الإعلان عقب مشاركته في المؤتمر الخامس لوزراء التعليم العالي الذي نظمته الوكالة في العاصمة السنغالية داكار، بحضور وفود من مختلف الدول الأعضاء والمنظمات الدولية المعنية بالتعليم والبحث العلمي.
تُعتبر هذه العودة مؤشرًا هامًا على الانفتاح الأكاديمي والدبلوماسي لسوريا على الساحة الدولية، بعد سنوات من العزلة النسبية التي فرضتها ظروف الحرب والعقوبات. فالوكالة الدولية للفرانكوفونية (OIF) تمثل منظمة بارزة تجمع الدول الناطقة بالفرنسية أو المرتبطة بالثقافة الفرانكوفونية، وتوفر منصة حيوية للتعاون في مجالات التعليم، والثقافة، والبحث العلمي، والتنمية المستدامة.
عودة الجامعات السورية إلى عضوية الوكالة تتيح فرصة لتجديد الروابط الأكاديمية مع الجامعات والمؤسسات البحثية في الدول الأعضاء، خاصة في مجالات تبادل الخبرات، والمشاريع البحثية المشتركة، والمنح الدراسية، بالإضافة إلى تعزيز تعليم اللغة الفرنسية في الجامعات السورية.
تأسست الوكالة الدولية للفرانكوفونية عام 1970، وتضم اليوم أكثر من 80 دولة ومنطقة، وتسعى لتعزيز قيم التنوع الثقافي والتعاون التربوي واللغوي. وتعتبر مؤتمرات وزراء التعليم العالي من أهم فعالياتها للتنسيق بين الدول الأعضاء ووضع رؤى مشتركة لتطوير التعليم في الفضاء الفرانكوفوني.
ويتوقع مراقبون أن تسهم عودة سوريا إلى هذه المنظمة في فتح آفاق جديدة للطلبة والباحثين السوريين للمشاركة في برامج بحثية دولية وتبادل أكاديمي واسع النطاق. كما يمكن أن تساعد في تحسين صورة التعليم السوري في المحافل الدولية وتعزيز التعاون مع الجامعات الفرنسية والدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية.
من جهة أخرى، قد تمثل هذه العودة جسرًا ثقافيًا ودبلوماسيًا جديدًا ضمن سياسة الانفتاح التدريجي التي تتبعها سوريا لإعادة بناء علاقاتها الخارجية، ليس فقط في المجال الأكاديمي، بل أيضًا في مجالات التنمية والاقتصاد والثقافة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل