الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 08:18 PM

شارع الثلاثين في الحجر الأسود: معاناة مستمرة وأمل بالعودة مع تأمين الخدمات

شارع الثلاثين في الحجر الأسود: معاناة مستمرة وأمل بالعودة مع تأمين الخدمات

يُعتبر شارع الثلاثين شريانًا حيويًا في جنوب دمشق، يربط مخيم اليرموك بالحجر الأسود وصولًا إلى دمشق. ورغم أهميته، يواجه الشارع تحديات كبيرة تعيق عودة السكان وإنعاش المنطقة.

أضرار جسيمة وبنية تحتية متهالكة

أوضح عمر أيوب، عضو لجنة الحي، أن المنطقة، خاصة المطلة على شارع الثلاثين، تضررت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، مما أدى إلى تصدع أو انهيار جزئي للعديد من المنازل. التحدي الأكبر يكمن في غياب الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء، والتي تحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة لتحسين الطرق وتنظيم حركة المواصلات لتسهيل التنقل داخل الحي. وأكد أيوب أنه "في حال تمّت معالجة البنية التحتية، ستُحلّ نسبة كبيرة من المشكلات، وسيتمكّن عدد كبير من الأهالي من العودة والبدء بترميم منازلهم"، مشيرًا إلى أن بعض السكان يحتاجون إلى دعم مالي أو برامج ترميم خاصة.

المياه من 12 بئرًا.. ولكن!

تعتمد المنطقة على اثني عشر بئرًا تقع على الجهة الغربية من شارع الثلاثين كمصدر رئيسي للمياه. ومع ذلك، لم تخضع هذه الآبار لعمليات صيانة منذ سنوات، مما يقلل من كفاءتها. وأشار أيوب إلى أن تهالك الشبكة المائية يشكل خطرًا مضاعفًا، حيث أن بعض الأعطال ظاهرة، بينما البعض الآخر مخفي، مما يهدد بتسربات خطيرة أو تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي، بالإضافة إلى إمكانية تضرر أساسات الأبنية.

أصوات من الأهالي: "نحن جاهزون للعودة، لكن الخدمات أولاً"

أعرب يوسف، أحد سكان شارع الثلاثين القدامى، عن شوق الأهالي للعودة إلى منازلهم، لكن غياب الخدمات يمثل العائق الأكبر. وأضاف: "بيتي جاهز بنسبة كبيرة، وأنا مستعد أرجع اليوم قبل بكرة، بس ما في ميّ ولا كهربا ولا صرف. إذا تأمنت الخدمات، الناس كلها بترجع، الشارع بيرجع يعيش من جديد." وأشار إلى أن العديد من الجيران زاروا منازلهم لكنهم لم يتمكنوا من البقاء بسبب نقص الخدمات الأساسية، مؤكدًا أن "الموضوع مو بس ترميم بيت، هو ترميم حياة كاملة".

خطة تأهيل قيد الدراسة

تجري حاليًا دراسة خطة لإزالة الأنقاض من الشارع، تليها عملية تمهيد لإعادة تأهيله بالكامل. تتضمن الخطة أيضًا تمديد شبكة إنارة جديدة. ويرى أيوب أن تنفيذ هذه الخطة سيكون خطوة حاسمة لإحياء شارع الثلاثين وإعادة دوره كحلقة وصل بين الحجر الأسود واليرموك ودمشق، مؤكدًا أن "عودة الخدمات هي المفتاح الأول لعودة الناس، وبدونها ستبقى البيوت فارغة مهما كانت نية السكان للعودة قوية".

شارع الثلاثين يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، مع آمال معلقة على مشاريع إعادة التأهيل، ويبقى رمزًا لصمود السكان وإصرارهم على استعادة مدينتهم.

مشاركة المقال: