في خطوة تهدف إلى إحياء الصالونات الفكرية النسائية في المشهد الثقافي السوري، ناقش صالون سوريا للفكر والثقافة في جلسته الأولى، التي عقدت في صالة القناطر بفندق آرت هاوس بدمشق، الدور المحوري الذي تلعبه المرأة السورية في المرحلة الانتقالية. وقد شهدت الجلسة حضوراً لافتاً من المثقفين من كلا الجنسين.
أوضحت مي زاد عارف، الناشطة في المجتمع المدني ومديرة فريق أزهر التطوعي، لمراسلة سانا أن الهدف الأساسي من إقامة هذا الصالون هو توفير بيئة آمنة ومحفزة للنساء للتعبير عن آرائهن والمشاركة الفعالة في طرح القضايا التي تهم المرأة. وأشارت إلى أن هذا المشروع الفكري يهدف إلى استعادة التقاليد الثقافية النسائية السورية العريقة التي تعود إلى مطلع القرن العشرين، مستلهماً تجارب رائدة مثل صالونات نازك العابد وماري العجمي.
وأضافت عارف أن الجلسة تركز على مناقشة دور المرأة في سوريا الجديدة خلال المرحلة الانتقالية، والمساحات التي يمكن أن تكتسبها، مؤكدة على الأهمية القصوى لوجود المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في معالجة القضايا المجتمعية وبناء جسور التعاون والمحبة بين جميع أطياف الشعب السوري.
من جهتها، شددت السيدة مجد شربجي، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة بصمات، على الإيمان الكامل بدور المرأة السورية، مؤكدة أن إقامة هذا الصالون بعد أربعة عشر عاماً من المعاناة يمثل بداية حقيقية لسلسلة من اللقاءات التي ستناقش قضايا المرأة وتحدياتها، وأكدت أن بناء الوطن لا يمكن أن يكتمل إلا بتبوّء المرأة لدورها الكامل في المجتمع.
الكاتبة والصحفية سعاد جروس رأت أن إقامة الصالون تأتي في سياق التفاعل المجتمعي الذي تشهده سوريا، ويشكل جزءاً لا يتجزأ من عملية البناء، مشيرة إلى أن المرأة السورية تحملت أعباء الحرب وقامت بدور الرجل في غيابه، واليوم هي مطالبة باستكمال هذا الدور لأنها صانعة للسلام.
وقد ركزت مداخلات الحضور على أهمية تفعيل دور المرأة سياسياً من خلال سن قوانين تضمن حضورها في مواقع صنع القرار وزيادة تمثيلها في مجلس الشعب، بينما رأى البعض الآخر أن الدور التربوي للمرأة هو الأساس، لأنه يساهم في بناء جيل واعٍ قادر على النهوض بالمجتمع.
يُذكر أن صالون سوريا للفكر والثقافة سيواصل عقد جلساته شهرياً بالتعاون مع فريق أزهر التطوعي، بهدف توفير مساحة حوارية تجمع بين البعد الفكري والثقافي في أجواء تفاعلية.
أخبار سوريا الوطن١-سانا