الإثنين, 9 يونيو 2025 11:04 AM

صراع القوة في الفضاء: هل تتجاوز الشركات سلطة الدولة في أمريكا؟

في لحظة حرجة من التاريخ الأمريكي الفضائي، يكشف الخلاف بين إيلون ماسك ودونالد ترامب عن أزمة أعمق من مجرد خصومة شخصية. إنه صراع يعكس تحولاً في توازن السلطة داخل الدولة الحديثة، حيث بات القطاع الخاص ممثلاً بشركات مثل شركة "سبيس إكس" يملك أدوات سيادية تهدد بتجاوز سلطة الدولة ذاتها.

بدأ التحالف بين الرجلين على أساس المصلحة المتبادلة، لكنه انهار تحت ضغط الخلافات حول السياسات البيئية والدعم الحكومي، ليتحول إلى مواجهة علنية تلامس صميم الأمن القومي. ومع تصاعد التوتر، تجد وكالة ناسا نفسها تحت رحمة شركة خاصة تعتمد عليها كلياً في رحلاتها المأهولة، بينما تهيمن شبكة "ستارلينك" على البنية التحتية للاتصالات العسكرية والاستخباراتية، ما يضع قدرة الدولة على التحكم الاستراتيجي في مهب الأهواء الفردية.

في الوقت ذاته، تصعد روسيا تحركاتها في المدار عبر اختبارات صاروخية واقتراب أقمارها من أقمار أمريكية حساسة وتفجير أحدها الذي أصبح خارج الخدمة، في مؤشر على أن الفضاء لم يعد ساحة استكشاف، بل ميداناً جديداً للصراع الجيوسياسي.

الصراع بين ماسك وترامب، بما يحمله من دلالات، ليس عرضاً عابراً، بل عنوان لتحول عميق تتفكك فيه "المركزية السيادية" للدولة الأمريكية. إنه صراع على من يملك مفاتيح القوة الحديثة: الحكومة المُنتخبة أم الأفراد الذين يديرون شبكات غير خاضعة للرقابة.

الولايات المتحدة تقف اليوم أمام اختبار وجودي عنوانه ضبط علاقتها مع قوى السوق فائقة النفوذ، أو تواجه خطر التحول إلى دولة لا تدير قوتها بل تستعيرها.

مشاركة المقال: