الجمعة, 2 مايو 2025 03:41 AM

صفقة ضخمة: شركة فرنسية تستثمر 230 مليون يورو في تطوير مرفأ اللاذقية لمدة 30 عامًا

صفقة ضخمة: شركة فرنسية تستثمر 230 مليون يورو في تطوير مرفأ اللاذقية لمدة 30 عامًا

وقعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية اتفاقية مع شركة "CMA CGM" الفرنسية في قصر الشعب بدمشق، اليوم، الخميس 1 من أيار، بحضور الرئيس السوري، أحمد الشرع.

أحمد علي مصطفى، مدير مرفأ "اللاذقية"، صرح بأنه تم إيقاف العقد السابق بين الشركة الفرنسية والنظام السابق، والذي كان من المقرر تجديده في تشرين الثاني 2024، لإدارة محطة حاويات اللاذقية. وأضاف أن الحكومة السورية قامت بترتيب عقد جديد بتفاصيل مختلفة.

أبرز ما تتضمنه الاتفاقية الجديدة هو تحديد مدة العقد بـ30 سنة، تستثمر خلالها الشركة 230 مليون يورو، مع ضخ 30 مليون يورو في السنة الأولى. وفي السنوات الأربع التالية، سيتم بناء رصيف جديد في مرفأ اللاذقية بمواصفات عالمية، بطول 1.5 كيلومتر وبعمق 17 مترًا، بتكلفة استثمارية تصل إلى 200 مليون يورو.

يهدف بناء الرصيف الجديد إلى استقبال سفن شحن كبيرة وبأعداد كبيرة لا يمكن استقبالها حاليًا في مرفأ اللاذقية، بالإضافة إلى توفير بنية تحتية متطورة لتشغيله. ومن المتوقع أن تبدأ ثمار هذا الاستثمار بالظهور بعد السنة الخامسة.

الخبير الاقتصادي مناف قومان، علّق على الاتفاقية بأن فرنسا تستثمر في عصب اقتصادي استراتيجي في سوريا، وأن اللاذقية ستستعيد مكانتها كمحور تجاري ولوجستي استراتيجي في البحر المتوسط، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعافي الاقتصادي في سوريا.

يذكر أن "الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية" كانت قد أعلنت في 5 من شباط الماضي عن إبرام عقد جديد مع الشركة الفرنسية "CMA CGM" المشغلة لمحطة الحاويات في مرفأ اللاذقية، بعد تصفية الذمم السابقة بين الجانبين.

وكانت الشركة قد جددت عقدها مع النظام السابق في تشرين الأول 2024 لمدة 30 عامًا، بحسب تصريح سابق لكرم شعار، مدير البرنامج السوري في "مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية". كما جددت الشركة الفرنسية عقدها المبرم مع النظام السابق عام 2019، بعد انتهاء عقدها الأول في نفس العام.

ما هي "CMA CGM"؟

ظهرت شركة "CMA CGM" لأول مرة تحت اسم "Compagnie Maritime d’Affrètement" عام 1978، وكانت تتكون من أربعة موظفين وسفينة واحدة ومسار شحن واحد فقط بين بيروت واللاذقية وليفورنو ومرسيليا. توسعت الشركة لاحقًا واستحوذت على شركات شحن حكومية وخاصة، لتصبح ثالث أكبر شركة شحن بحري في العالم.

يعود أصل مؤسس الشركة، جاك سعادة، إلى مدينة اللاذقية، ويحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية. انتقل سعادة إلى لبنان عام 1970 بسبب قرارات التأميم في سوريا، ثم غادر إلى فرنسا بسبب الحرب الأهلية اللبنانية. توفي سعادة في 24 من حزيران 2018، وخلفه ابنه رودولف في منصب الرئيس التنفيذي للشركة عام 2017.

أقام جاك ورودولف سعادة علاقات وثيقة مع الساسة في فرنسا، بحسب تحقيق أعده "راديو فرنسا" في أيلول 2024، بما في ذلك الرؤساء فرانسوا هولاند وجاك شيراك ونيكولا ساركوزي وإيمانويل ماكرون. بدأ جاك استثماراته في اللاذقية بعد مرافقته ساركوزي في زيارته إلى سوريا عام 2008، وحصل ابنه رودولف على استثمارات في مرافئ بيروت وطرابلس بعد مرافقته الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارته إلى لبنان في آب 2020 عقب انفجار مرفأ بيروت.

اقتصرت استثمارات عائلة سعادة في سوريا على مرفأ اللاذقية، بينما تحولت استثماراتها في لبنان إلى شبه إمبراطورية اقتصادية في قطاعات مختلفة، وعلى رأسها المواني (طرابلس وبيروت).

مشاركة المقال: