الخميس, 18 سبتمبر 2025 10:55 PM

عامودا: ارتفاع تكاليف الإكساء يجمد سوق العقارات ويثقل كاهل الأهالي

عامودا: ارتفاع تكاليف الإكساء يجمد سوق العقارات ويثقل كاهل الأهالي

تشهد مدينة عامودا في ريف الحسكة ركوداً ملحوظاً في سوق العقارات، وذلك نتيجة الارتفاع الكبير في تكاليف إكساء المنازل خلال الأشهر الأخيرة. هذا الارتفاع دفع العديد من الأهالي إلى تعليق مشاريعهم الإنشائية عند مرحلة البناء الأساسي، مفضلين الانتظار لتحسن الأوضاع الاقتصادية.

ووفقاً لمراسل ، تجاوز متوسط تكلفة إكساء شقة سكنية بمساحة 150 متراً مربعاً مبلغ 20 ألف دولار أمريكي. وتشمل هذه التكاليف أعمال التمديدات الكهربائية والصحية، بالإضافة إلى الأرضيات، الدهانات، وتركيب الأبواب والنوافذ، فضلاً عن ارتفاع أسعار المواد الأولية كالبلاط والإسمنت والحديد.

يقول محمد، وهو مالك أحد المنازل في عامودا: "الميزانية المخصصة للإكساء لم تعد كافية لتغطية حتى نصف الاحتياجات، مما اضطرنا إلى تعليق المشروع مؤقتاً بانتظار انخفاض الأسعار أو تأمين مصادر تمويل إضافية".

من جهته، أوضح سامر، صاحب مشروع سكني قيد التنفيذ، في تصريح خاص لـ : "إن ارتفاع التكاليف يعود بالدرجة الأولى إلى تقلبات سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وارتفاع أسعار مواد البناء والإكساء، إضافة إلى تكاليف النقل، فضلاً عن ندرة بعض المواد في الأسواق المحلية، الأمر الذي يجعل الأسعار غير مستقرة ويحد من قدرة الأهالي على إتمام مشاريعهم".

كما أشار سامر إلى أن تراجع الاستثمارات الجديدة في قطاع العقارات أدى إلى تقليل المعروض من المشاريع الجاهزة، مما زاد الضغط على الأسعار، في حين ظلت القدرة الشرائية للمواطنين محدودة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة.

بدت مكاتب الوساطة العقارية في المدينة شبه خالية من الزبائن، حيث يؤكد العاملون في هذا القطاع أن حركة البيع والشراء قد تراجعت بنسبة كبيرة، إذ لم تعد العروض تجد من يشتري في ظل ارتفاع الأسعار، كما لم يعد بإمكان الكثيرين إتمام عملية البناء بعد تجاوز الكلفة المتوقعة.

أوضح أحد الوسطاء العقاريين لـ أن "العقود المبرمة في الأشهر الماضية أقل بكثير من المعدل المعتاد، وهناك عزوف شبه كامل عن شراء الشقق قيد الإنشاء بسبب عدم وضوح كلفة الإكساء النهائية".

هذا الوضع لا يقتصر على القطاع العقاري فحسب، بل يترك تأثيراً مباشراً على حياة السكان، خصوصاً الأسر التي كانت تعوّل على الانتقال إلى مساكن جديدة خلال هذا العام.

ويخشى الأهالي من أن يؤدي استمرار الأزمة إلى تفاقم أزمة السكن في المدينة، مع زيادة الطلب نتيجة النمو السكاني وحالات النزوح من مناطق أخرى.

يشار إلى أن الحل ما زال بعيد المنال في ظل غياب أي برامج إسكانية أو دعم حكومي يخفف من أعباء المواطنين، لتبقى أزمة الإكساء في عامودا عنواناً جديداً للأزمة المعيشية التي يعانيها السوريون في مختلف مناطق البلاد.

مشاركة المقال: