الإثنين, 29 سبتمبر 2025 08:35 PM

عزلة صحية تهدد حياة أهالي ريف القنيطرة الجنوبي: غياب المراكز الطبية والإسعاف ينذر بكارثة

عزلة صحية تهدد حياة أهالي ريف القنيطرة الجنوبي: غياب المراكز الطبية والإسعاف ينذر بكارثة

يعيش سكان الريف الجنوبي لمحافظة القنيطرة، على بعد عشرات الكيلومترات من أقرب مستشفى، في عزلة صحية خانقة تهدد حياتهم بشكل يومي. تفتقر المنطقة إلى أي مركز صحي أو نقطة طبية قادرة على تقديم الإسعافات الأولية أو التدخل السريع في حالات الطوارئ.

تتضاعف المعاناة مع غياب سيارات الإسعاف، ما يضطر الأهالي إلى قطع نحو 50 كيلومتراً للوصول إلى مستشفى الجولان في مدينة القنيطرة، وهو المستشفى الوحيد في المحافظة. يقول أبو خالد، من بلدة صيد الجولان: "المسافة الطويلة عائق كبير، وأحياناً ننقل المرضى على دراجة نارية لعدم توفر سيارات، وهو خطر يهدد حياتهم".

وحتى عند الوصول إلى مستشفى الجولان، لا تنتهي المعاناة، حيث يعاني المستشفى من نقص حاد في التجهيزات الطبية، أبرزها جهاز التصوير الطبقي المحوري (CT) الذي يتعرض لأعطال متكررة. يوضح الإعلامي نور الحسن من القنيطرة: "الجهاز بالكاد يعمل، ما يضطر المرضى للانتظار طويلاً أو السفر خارج المحافظة للحصول على تشخيص دقيق".

تفرض المعاناة اليومية على بعض المرضى اللجوء لوسائل بدائية. يروي أحد الأهالي أن والدته احتاجت جلسة غسيل كلى ولم يجد مكاناً مجهزاً في المنطقة، فاضطر لنقلها على دراجته النارية إلى مشفى في درعا، لأن تكلفة استئجار سيارة خاصة تجاوزت 200 دولار، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الأسر.

أسباب تدهور الوضع الصحي في المنطقة

يرى ناشطون محليون أن غياب الدعم الحكومي وتراجع دور المنظمات الإنسانية بعد سنوات من الحرب، فاقما الأزمة الصحية في هذه المناطق النائية، تاركين السكان في مواجهة مصيرهم دون حد أدنى من الرعاية الطبية.

ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ حياة الأهالي

تعتبر أزمة الرعاية الصحية في الريف الجنوبي لمحافظة القنيطرة إحدى أبرز ملامح المعاناة اليومية التي يواجهها الأهالي. مع غياب المستشفيات والنقاط الطبية المتوفرة، وندرة الأجهزة الطبية الحديثة، يبقى السكان عرضة لمخاطر كبيرة، خاصة في حالات الطوارئ.

لابد من تحرك عاجل من قبل الجهات المعنية لإيجاد حلول فعالة لهذه المشكلة، من خلال توفير مراكز صحية مجهزة بتجهيزات طبية حديثة، وتوسيع شبكة النقل الطبي، لضمان وصول الرعاية الصحية إلى جميع المواطنين في هذه المنطقة النائية.

مشاركة المقال: