السبت, 3 مايو 2025 10:40 PM

فرصة ذهبية لسوريا: تحولات دولية وإمكانية إعادة بناء الدولة

في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة، تبرز اليوم مؤشرات واضحة على تحوّل في المزاج الدولي تجاه سورية. يرى المهندس نضال رشيد بكور أن هذه المؤشرات تمثل فرصة سياسية جادة لإعادة تموضع الدولة السورية على الخارطة الجيوسياسية، من خلال التوازن لا التبعية.

يشير بكور إلى أن الولايات المتحدة الأميركية أرسلت عبر قنواتها الدبلوماسية وبعض النخب الإدارية إشارات إيجابية تجاه دمشق، تتقاطع مع فكرة بناء "دولة أمويّة حديثة"، أي دولة مركزية قوية تستمد شرعيتها من التاريخ ولكن تبني شرعيتها من الناس والمؤسسات. ويؤكد أن هذه الإشارات، التي وصلت إلى السيد رئيس الجمهورية، تُشكّل ورقة استراتيجية ثمينة يجب استثمارها بعقلانية ومسؤولية.

كما يرى أن الدور المنتظر من الدكتور ماهر الشرع قد يكون محورياً عبر مبادرة لتشكيل كتلة استشارية اقتصادية عليا تعمل على تجسير الفهم المشترك مع الوفود الدولية القادمة، لا سيما الوفد الأميركي المرتقب، وتُسهم في صياغة رؤية سورية متكاملة لرفع العقوبات واستعادة العلاقات المتوازنة مع القوى الدولية.

يثمن بكور ما أبداه وزير الخارجية أسعد الشيباني بعد زيارته الأخيرة إلى نيويورك من إدراك عميق لتوازنات القوى الدولية وتفهم لحقيقة ما يُحرك سياسات العقوبات والاحتواء، وهو ما يضعه في موقع المسؤولية السياسية الرفيعة لدعم أي توجه وطني جاد نحو الانفراج السياسي والاقتصادي.

ويختتم بأن المرحلة تتطلب خطوة جريئة تُرضي الداخل السوري وتعيد ثقة الخارج بإمكانية التعافي السوري، خطوة تُشبه ما فعله معاوية حين ائتمن منصور وأبناءه لبناء الدولة الأمويّة، ولكن بلغة العصر ومؤسساته. ويؤكد أن مقومات الدولة قائمة اليوم: إرادة سياسية، إشارات دولية، عقول وطنية، ومطلب شعبي جامع بوقف النزيف والعبور نحو التنمية. ويرى أن سورية يمكن أن تُبنى مجدداً بقرار وطني مستقل، وشراكة ذكية مع العالم، وقلب مفتوح لأبنائها جميعاً.

مشاركة المقال: