الإثنين, 27 أكتوبر 2025 02:06 PM

فيلم وثائقي يكشف أسرار طلال سلمان ونهاية جريدة «السفير»

فيلم وثائقي يكشف أسرار طلال سلمان ونهاية جريدة «السفير»

غادة حداد: يوثق الفيلم الوثائقي «رجل الورق: نهاية جريدة وحكايات أخرى» حياة مؤسس ورئيس تحرير جريدة «السفير»، طلال سلمان، منذ بداياته المتواضعة وصولاً إلى إغلاق الصحيفة في عام 2016. يستعرض الفيلم لحظات الوداع الأخيرة ويكشف رؤية طلال سلمان حول تراجع الصحافة الورقية في لبنان، معتبراً إياها انعكاساً لانهيار السياسة والمجتمع.

تعرض قناة «الجزيرة الوثائقية» فيلماً من جزأين عن طلال سلمان (1938-2023)، رئيس تحرير جريدة «السفير»، تحت عنوان «رجل الورق: نهاية جريدة وحكايات أخرى»، وهو من إخراج علي زراقط.

تروي الباحثة والمنتجة المشاركة في الفيلم، مهى زراقط، أن فكرة الفيلم ولدت في مارس (آذار) 2016، بعد إعلان طلال سلمان قراره بإغلاق جريدة «السفير»، الأمر الذي صدم الوسط الصحفي اللبناني والعربي. كان الهدف في البداية هو البحث عن طرق لمنع الإغلاق، ولكن بعد تراجع سلمان عن قراره، تحولت الفكرة إلى تكريم للصحيفة ورئيس تحريرها، الذي وصفته زراقط بأنه «كبيرنا في المهنة».

تواصلت زراقط مع الصحافية سعدى علوه لسؤالها عن إمكانية تصوير مقابلة مع سلمان حول بدايات «السفير» وتاريخها ومسيرتها الصحفية، وقد وافق على المشاركة.

أثناء التصوير، استمر العمل في الصحيفة كالمعتاد، إلى أن صرح سلمان في إحدى المقابلات بأن الصحيفة ستغلق، مما غير مسار الفيلم. تحول العمل إلى «فيلمين في فيلم واحد»: الأول عن قصة شاب لم يكمل تعليمه المدرسي، بدأ عاملاً في المطبعة ثم مدققاً لغوياً، قبل أن يصبح مراسلاً في المقرات الأمنية وصولاً إلى رئاسة تحرير واحدة من أهم الصحف اللبنانية، والثاني عن إغلاق الصحيفة نفسها.

وثق الفيلم الأيام الأخيرة قبل الإغلاق، وصور فريق العمل الصامت الذي بقي حتى اليوم الأخير، وتوجه إلى المطبعة لإصدار العدد الختامي.

استغرق إنجاز الفيلم فترة طويلة من التحضير والتصوير، حيث امتد العمل ستة أشهر بعد إغلاق الصحيفة، وأصبح الفيلم شبه جاهز في نهاية عام 2017. بعدها، بدأ البحث عن جهة تتبنى عرضه. غير أن الأحداث المتلاحقة في لبنان، من الانتفاضة إلى وباء كورونا ثم الحرب، أخرت عرضه رغم أن «الجزيرة» كانت قد اشترته منذ فترة طويلة.

يروي طلال سلمان في الفيلم قصته بنفسه. ورغم أن بعض تفاصيلها عرضت سابقاً، إلا أنه في هذا العمل كشف عن جوانب لم يتحدث عنها من قبل. تصفه زراقط بأنه «رجل ذكي جداً واستثنائي»، بدأ مسيرته الصحفية في مرحلة تاريخية كانت فيها الصحافة اللبنانية في أوجها، بين أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات، حين كانت الصحافة اللبنانية هي الصحافة العربية.

بدأ سلمان شاهداً على ازدهار الصحافة وأقفل «السفير» في مراحل انحسارها. لذلك، حين يقول إن «الصحافة انتهت»، فهو يعرف جوهر المهنة. في الاجتماع الأخير لهيئة التحرير، أراد أن يعنون العدد الأخير بـ«موت الصحافة»، ولكن زملاءه رفضوا نعي المهنة. بالنسبة إليه، «موت السياسة يعني موت الصحافة»، إذ كان يربط بينهما جوهرياً.

شاهد طلال سلمان الفيلم في عرض خاص في مقر «السفير»، وبدا عليه التأثر. تقول زراقط إنه كان متجاوباً جداً أثناء التصوير، لأنه أراد أن يروي قصته، وكان لديه ما يقوله. فإقفال الجريدة بالنسبة إليه لم يكن حدثاً مهنياً فحسب، بل كان بمثابة دفن أحد أبنائه.

يقول الإعلان الترويجي للفيلم «فيما المدينة تحتفل بأعياد الميلاد ورأس السنة، يعيش العاملون في «السفير» أيامها الأخيرة. قبل أيام، أعلن طلال سلمان عن قراره بالإقفال النهائي للجريدة التي أسسها قبل ثلاثٍ وأربعين سنة. في زمن يشهد موت الصحافة الورقية، يشعر سلمان بأن زمنه قد انقضى».

الفيلم، الممتد على جزأين (تبلغ مدة كلٍّ منهما 53 دقيقة)، يوثق رحلة طلال سلمان بين ازدهار الصحافة اللبنانية وانطفائها، ويقدم شهادة شخصية على نهاية جريدة… ونهاية رحلة رجل الورق.

* يُعرض الجزء الأول من الوثائقي غداً (الساعة التاسعة مساءً)، مع إعادة في 27 تشرين الأول (أكتوبر) عند الخامسة بعد الظهر، على أن يُعرض الجزء الثاني في 2 تشرين الثاني (الساعة التاسعة مساءً)، ويُعاد في الثالث منه عند الخامسة بعد الظهر.

مشاركة المقال: