أعلن الدكتور ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، عن مبادرة قطرية ضخمة تهدف إلى تحسين واقع الكهرباء في سوريا من خلال تزويد البلاد بالغاز عبر الأردن. وأوضح الأنصاري في تصريحات لقناة “روسيا اليوم”، أن المشروع يركّز على زيادة ساعات التغذية الكهربائية تدريجياً، مع إمكانية الوصول إلى تزويد المدن السورية بالكهرباء لمدد تتراوح بين ثلاث إلى أربع ساعات يومياً.
وأضاف الأنصاري أن الهدف الأساسي من هذه الخطوة هو دعم الشعب السوري، والحد من التحديات اليومية التي يواجهها نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، مشيراً إلى أن الواقع الحالي – حيث تحصل العاصمة دمشق أحياناً على ساعة واحدة فقط من الكهرباء يومياً – يمثل “كارثة” تؤثر سلباً على مختلف القطاعات، بما في ذلك الاقتصاد والصناعة والصحة.
وفيما يتعلق بالتكهنات حول ارتباط هذا المشروع بمشاريع سابقة، مثل ما تم تداوله في عام 2011 بشأن مد خط أنابيب غاز قطري إلى أوروبا عبر سوريا، شدد الأنصاري على أن المشروع الحالي يركز فقط على معالجة أزمة الطاقة داخل سوريا، مؤكداً أن الاعتبارات السياسية تأتي في المرتبة الثانية بعد دعم احتياجات الشعب السوري.
وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية أن مشروع إمدادات الغاز يأتي ضمن إطار رؤية أوسع تهدف إلى المساهمة في إعادة إعمار سوريا ودعم مؤسساتها، لتمكينها من تجاوز آثار سنوات الحرب الطويلة. كما عبّر عن تفاؤله بالخطوات التي اتخذتها الحكومة السورية المؤقتة، بما في ذلك الحوار الوطني والتقارب الإقليمي والدولي.
وأشار الأنصاري إلى أن هناك تواصلاً سياسياً واقتصادياً وإنسانياً مستمراً بين قطر وسوريا، مشيداً بالدور الإيجابي الذي تلعبه دول المنطقة في دعم الاستقرار وتعزيز العلاقات مع دمشق. كما أثنى على اللقاءات الأخيرة التي جمعت الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع بعدد من القادة العرب، والتي ساهمت – حسب وصفه – في خلق مناخ إيجابي لإعادة بناء علاقات إقليمية قوية.
وفي ختام حديثه، أكد الأنصاري على التزام قطر بتقديم الدعم في جميع المراحل، سواء عبر تصدير الغاز المسال أو عبر خطوط الأنابيب، مشيراً إلى وجود مشاريع مماثلة تربط قطر بسلطنة عمان والإمارات، وأن هذه المبادرات سيتم طرحها في المنطقة ضمن رؤية تنموية شاملة تحظى بدعم قطري.
سبوتنيك عربي
