يستضيف المشفى الوطني الجامعي بدمشق فعاليات المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول 2025، بمشاركة نخبة من الأطباء الاختصاصيين والصيادلة من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربي. يهدف المؤتمر إلى تبادل الخبرات العلمية، تعزيز التعليم الطبي، ودعم المستشفيات السورية بالكفاءات والخبرات اللازمة.
أشار استشاري أدهم منصور، القادم من الإمارات العربية المتحدة، في تصريحات لمراسل سانا، إلى أن محاضرته الأولى تتناول طرق معالجة الحروق الحديثة في حالات الكوارث (مثل الزلازل) وكيفية تقديم الإسعافات الأولية المتطورة بنتائج جيدة. بينما تركز محاضرته الثانية على جراحة التجميل، بما في ذلك عمليات شفط الشحوم وتطورها باستخدام التقنيات الحديثة مثل الليزر والفيزر.
كما لفت منصور إلى جهود اتحاد الأطباء العرب في الإمارات وأوروبا وأمريكا وكندا لجمع الأطباء السوريين ونقل خبراتهم، وإنشاء شبكات افتراضية (مثل شبكة الكفاءات السورية في بريطانيا) للتدريب الطبي والتمريض، بالإضافة إلى إنشاء مشفى افتراضي لمساعدة الأطباء الجدد في الاختصاص في أوروبا.
ونوه منصور بمساهمة اتحاد الأطباء العرب في النمسا في افتتاح ثلاثة مستوصفات خيرية مجهزة بالكامل في سوريا الأسبوع الماضي، ومساهمة الاتحاد في الإمارات بتركيب عدد كبير من أجهزة الكلى الصناعية وتوفير موادها من ألمانيا. وأعرب عن رغبته في العودة إلى سوريا وافتتاح عيادته بعد إغلاق دام 15 عاماً.
أوضحت رئيسة قسم التخدير والعمليات في مستشفى دولافونتين بباريس، حنان الشرع دباغ، أن مشاركتها تأتي بعد 15 عاماً بهدف البدء بالعمل والمساهمة في بناء مستقبل سوريا، مؤكدة أن الطب كان مستهدفاً من قبل النظام البائد.
وأشادت دباغ بجهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الإعداد للمؤتمر وتسهيل مهمة الأطباء المشاركين، مشيرة إلى إمكانية تبادل الخبرات الأوروبية مع الكوادر الطبية السورية وتقديم محاضرات عن بعد لطلاب الطب.
أشار الطبيب ماهر المبارك من فرنسا، وهو من المحاضرين في المؤتمر، إلى أنه جاء لنقل التجربة الفرنسية حول ترخيص المشافي العامة والخاصة والإجراءات المتبعة لمتابعتها لضمان عملها بالشكل الصحيح، مؤكداً أن هذا النظام موجود في سوريا ولكنه بحاجة لتطويره.
بدوره، أشار طبيب الأعصاب سمير كزكز، القادم من ألمانيا، إلى أنه من مؤسسي اتحاد الأطباء العرب في أوروبا وأجرى عمليات خطيرة في جراحة المخ والعمود الفقري في المشافي الميدانية بأطمة في إدلب خلال الثورة السورية، لافتاً إلى أن المؤتمر يسهم في نقل الخبرات الأجنبية إلى سوريا ويشكل نقطة انطلاق لتطوير الطب.
لفت الطبيب زهير فجر، رئيس قسم الجراحة الصدرية في مشفى الشفاء بمحافظة إدلب، إلى أهمية المؤتمر في تبادل الخبرات بين الأطباء السوريين في الداخل والخارج، مما ينعكس إيجاباً على علاج المرضى.
يذكر أن فعاليات المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول 2025، الذي تقيمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع اتحاد الأطباء والصيادلة السوريين في فرنسا، واتحاد الأطباء والصيادلة العرب في النمسا، والجمعية الطبية الأوروبية العربية، انطلقت في المشفى الوطني الجامعي بدمشق بمشاركة نحو 1300 طبيب من سوريا وأوروبا وأمريكا ودول عربية.