الخميس, 7 أغسطس 2025 07:57 PM

مبادرة فريدة في طرطوس: خدمة توصيل الكتب تصل إلى عشاق القراءة

مبادرة فريدة في طرطوس: خدمة توصيل الكتب تصل إلى عشاق القراءة

لم يعد عشاق القراءة واقتناء الكتب في طرطوس بحاجة إلى تحمل مشقة البحث عن العناوين التي يرغبون بها، فخدمة "دليفري الكتب" أصبحت متاحة لهم بأسعار مناسبة للجميع. كل ما على القارئ فعله هو الاتصال وطلب الكتاب الذي يريده عبر صفحة "Delivery Book" على وسائل التواصل الاجتماعي، أو عن طريق رقم خاص، أو من خلال السيارة الحمراء التي تقف كل يوم خميس على الكورنيش البحري في طرطوس.

فكرة تسوق الكتب عبر الإنترنت ليست جديدة في سوريا، لكن الجديد هو تسويق الكتب من خلال سيارة محملة بجميع أنواع الكتب. بلال خليفة، صاحب الفكرة وهو ابن الرقة المقيم في طرطوس منذ سنوات طويلة، أوضح لصحيفة "الحرية" أنه بدأ في تسويق جميع أنواع الكتب عبر الإنترنت منذ ثلاث سنوات بمساعدة أصدقائه، وتمكن من الوصول إلى مرحلة يستطيع فيها تأمين أي كتاب يطلبه القارئ.

الشاب بلال خليفة: المشروع غير مربح لكنه ممتع

اتجه خليفة للاهتمام بالكتب القديمة بطبعاتها الأصلية غير المتوفرة بكثرة في السوق، رغبة منه في التشجيع على القراءة، وإيصال القارئ إلى مرحلة لا يعرف فيها الملل. هذا الأمر دفعه لتطوير نوعية الكتب وطريقة عرضها بطريقة تظهر قيمتها الثقافية للوصول إلى أكبر قدر من القراء في كل المحافظات السورية، وتلبية طلباتهم عن طريق الأصدقاء أو شركات النقل المتوفرة، كما استطاع الوصول إلى متابعين من خارج القطر.

وأضاف خليفة: "توجد لدينا خدمة اختيار الكتب المناسبة لكل من يرغب بإهداء كتاب مميز لصديق، ويشعر بالحيرة حول الكتاب المناسب له أو للأشخاص الذين يرغب في إهدائهم. نقوم بالتعاون معه للحصول على فهم شامل لأنواع الكتب التي يحبونها، ومن ثم نقدم له قائمة من الكتب التي يمكنهم الاستمتاع بها. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، فنحن نقوم بتوصيل الكتاب المناسب للمستلم مباشرة، من دون عناء، وكل ما عليه فعله هو الاختيار والدفع، ونحن نتولى بقية الأمور."

ويتابع خليفة: "مؤخراً، وبسبب الوضع الاقتصادي والنفسي السيئ لدى أغلب السوريين، والحلم المؤقت الذي قررنا أن نعيشه، وبهدف تسهيل شراء الكتاب للقارئ بأفضل الأسعار وبأسرع طريقة ممكنة، ولدت فكرة السيارة المتنقلة، وقد لاقت ترحيباً لدى جميع المهتمين بالكتاب وحتى عند غير المهتمين. نقف كل خميس على كورنيش طرطوس البحري، السيارة صغيرة وهي مكتبة وبسطة في آن واحد، يتوقف عندها أناس كثيرون، منهم من يسأل ومنهم من يضحك، وبعضهم يتصفحون الكتب ويطلعون على العناوين الموجودة ولكنهم لا يأخذون أي كتاب إلا أنهم يعبرون عن تأييدهم للفكرة، وهناك من يقلب صفحات الكتب وكأنهم يفتشون عن شيء ضاع منهم منذ زمن. السيارة لا توجد فيها رفوف ولا لافتات ضخمة، ولكن كتبها تنتظر قارئاً، وعيوناً تلمع أول ما تقع على غلاف يشبهها."

وعن الصعوبات التي تواجه خليفة قال: "هناك صعوبة في عملية الشراء وبتأمين بعض الكتب، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أي دعم للكتاب في بلدنا. ورغم هذا، هناك نسبة لا بأس بها من النخبة المثقفة في البلد تتابعنا وتدعمنا، لأننا استطعنا في فترة قصيرة أن نكسب ثقتهم من خلال تلبية مطالبهم وتأمين أي كتاب يريدونه مع إيصاله لمنازلهم." وفيما يخص العناوين المتوفرة، أكد خليفة أنه توجد عناوين مناسبة لجميع الأعمار من روايات وقصص عالمية وعربية وكتب علمية وفلسفية.

في الختام، أكد بلال خليفة أنه يحمل إجازة في الاقتصاد ويكمل دراسته الماجستير في إدارة الأعمال، ويطبق ما تعلمه من خلال عمله بتسويق الكتب عن طريق الإنترنت وبواسطة سيارته التي تعد مكتبة متنقلة. يشعر بالمتعة بعمله رغم أنه غير مربح مثل أي مشروع آخر، كما يشعر بالرضا والسعادة عندما يحصل على بعض الكتب المطلوبة من دور نشر خارجية في الدول الأخرى لإرضاء القارئ.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: