م.مكرم عبيد: الخوف هو شعور ينبع من توقع الأذى أو الضرر المحتمل.
الخوف من السلطة في الأنظمة الاستبدادية:
ينشأ هذا الخوف من الأجهزة الأمنية، والاعتقال، وفقدان الوظيفة أو التهميش، وبطش السلطة.
يزول هذا الخوف عندما تقوم الدولة على أسس ديمقراطية تضمن حقوق المواطنين ومشاركتهم في الشأن العام، وذلك من خلال:
- سيادة الدستور والقانون:
- الدستور: هو العقد الاجتماعي الذي يحدد العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ويضمن الحقوق الأساسية لجميع المواطنين من كل المكونات، مثل حرية التعبير والمعتقد، والحق في محاكمة عادلة، والحق في التجمع، والحق في المشاركة السياسية والمجتمعية في كل المجالات.
- القانون: يخضع الجميع للقانون، من رئيس الدولة إلى المواطن العادي، مما يضمن عدم وجود أي شخص أو جهة فوق المساءلة.
- المشاركة السياسية:
- الانتخابات الحرة والنزيهة: يختار المواطنون ممثليهم في مجلس النواب ومن ثم في الحكومة، مما يجعل الحكومة مسؤولة أمام الشعب.
- المجتمع المدني: وجود منظمات مجتمع مدني حرة ونشطة تراقب الحكومة وتوعي المواطنين بحقوقهم.
- حرية الإعلام: وجود إعلام مستقل يمارس دوره في الرقابة وكشف الفساد، مما يمنع الحكومة من العمل في الخفاء.
الخوف على السلطة التي تتأسس على أسس ديمقراطية تشاركية:
يختفي خوف المواطنين على السلطة عندما يدركون أن النظام لا يقوم على شخص واحد، بل على مؤسسات قوية ومتينة وعلى انتخابات على مستويات متعددة يشارك فيها كل مواطنيها. وعندما يتغير رئيس أو حكومة، فإن الدستور والقوانين تبقى سارية، والمؤسسات مثل القضاء، والبرلمان، والأجهزة الأمنية تعمل بانتظام. هذا يطمئن المواطنين بأن البلد لن ينهار أو يفقد استقراره بتغير الأشخاص في سدة الحكم، بل يستمر في مساره الطبيعي. وكل هذا أيضاً ما يجعل كل المواطنين لا يخافون من السلطة.
كلنا أمل أن نسير في هذه الاتجاهات لكي نحافظ على الوطن والمواطن.
(أخبار سوريا الوطن1-صفحة الكاتب)