السبت, 6 سبتمبر 2025 01:08 AM

معاريف تفضح ازدواجية نتنياهو: وعود زائفة لترامب وتضليل للجمهور حول حماس

معاريف تفضح ازدواجية نتنياهو: وعود زائفة لترامب وتضليل للجمهور حول حماس

كشفت آنا براسكي، المراسلة السياسية في صحيفة معاريف، عن السلوك السياسي الخطير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدة أنه يبيع روايتين متناقضتين للإدارة الأميركية وللجمهور الإسرائيلي.

وأوضحت براسكي أن نتنياهو يقدم للرئيس الأميركي دونالد ترامب صورة وردية عن نصر وشيك على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بينما يصور للجمهور الإسرائيلي تفكيك الحركة بالكامل دون تنازلات، وفي الوقت نفسه يرسل رسائل مختلفة للوسطاء تشير إلى انفتاح إسرائيل على صفقة جزئية.

وترى براسكي أن هذه الازدواجية تكشف التناقض بين خطاب نتنياهو والواقع العسكري والسياسي، مما يهدد صورة إسرائيل على الساحة الدولية.

وتشير إلى أن نتنياهو يعد الأميركيين بسقوط "قلعة حماس" خلال أسابيع، بينما يتلقى من الجيش تقديرات تفيد بأن العملية ستستغرق أكثر من ثمانية أشهر على الأقل، مع احتمالات لتداعيات سياسية واقتصادية وخيمة.

وتؤكد أن هذا التناقض يعكس سياسة نتنياهو المعتادة القائمة على تسويق "حلم غير واقعي" لكسب الوقت وتخفيف الضغط، ثم تحميل الآخرين مسؤولية الفشل لاحقًا.

وذكر المقال أن ترامب تبنى بسهولة رواية نتنياهو في البداية، وتعامل مع الحرب في غزة وكأنها فيلم أكشن، لكن الحقائق الميدانية بدأت تتسرب إلى البيت الأبيض، وكشفت أن قدرات الجيش الإسرائيلي محدودة، وأن حماس لا تزال بعيدة عن الاستسلام، مما يضعف ثقة الإدارة الأميركية في الوعود الإسرائيلية.

وتوضح المراسلة السياسية أن نتنياهو يروج للجمهور الإسرائيلي تفكيك حماس بالكامل دون تنازلات، بينما يرسل عبر الوسطاء القطريين والمصريين إشارات مختلفة تشير إلى أن إسرائيل لا تستبعد التوصل إلى صفقة جزئية بشأن الأسرى والقتال.

وتعتبر هذه الازدواجية تكتيكًا متعمدًا يتيح له المناورة وتأجيل اتخاذ القرارات الحاسمة، مؤكدة أن "القوى البشرية للجيش الإسرائيلي محدودة، والأدوات مهترئة، وحماس بعيدة كل البعد عن الاستسلام".

ويشير المقال إلى أن كل يوم يمر يفاقم عزلة إسرائيل السياسية، وأن الغرب بدأ يتعامل مع سيناريو مأساوي يتمثل بمئات آلاف النازحين في غزة، ومجاعة متفاقمة، وانهيار كامل للمستشفيات، محذرًا من أن مثل هذه المشاهد ستؤدي إلى عقوبات دولية وتعليق رحلات الطيران إلى إسرائيل، وربما حتى تعليق عضويتها في مؤسسات رياضية دولية.

واستشهدت بموقف وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي حذر من أن احتلال غزة سيجر كارثة لإسرائيل.

وتتطرق براسكي إلى الأزمة مع إيران، مشيرة إلى أن النظام هناك أكثر استقرارًا مما كانت تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية تفترض، وأن الدعم الصيني يعزز برنامج طهران الصاروخي، وأن أي مواجهة مباشرة مع طهران ستتطلب من إسرائيل إعادة توزيع قواتها ومواردها، مما يجعل وعود نتنياهو لترامب بشأن "نصر قريب في غزة" مجرد بالونات خطابية.

وتختم المراسلة السياسية مقالها بالقول إن المشكلة الحقيقية تكمن في أن إسرائيل تُسحب إلى جولة جديدة من حرب بلا نهاية، في وقت يفقد العالم صبره ويزداد التآكل داخل المجتمع الإسرائيلي، وتصف نتنياهو بأنه "عاد إلى مجاله المفضل: تمرير الوقت، تلاشي المسؤولية، وإبقاء كل شيء مفتوحا".

مشاركة المقال: