الجمعة, 11 يوليو 2025 10:46 AM

معرض فني في دمشق يجسد آلام السوريين ويحاكي الأمل بالعدالة الانتقالية

معرض فني في دمشق يجسد آلام السوريين ويحاكي الأمل بالعدالة الانتقالية

دمشق-سانا: جسّد طلاب وطالبات السنة الثالثة في قسم التصميم الغرافيكي والميلتيميديا تجربة إنسانية وفنية مؤثرة، وذلك ضمن فعاليات معرض "العدالة الانتقالية" الذي استضافته كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق.

المعرض، الذي أقيم بالتعاون مع مؤسستي مسارات إبدالية ونسيج، ضم حوالي 60 ملصقاً صممها نحو 30 طالباً وطالبة، حيث حوّلوا شهادات عائلات المفقودين وضحايا الإخفاء القسري إلى أعمال بصرية معبرة تنقل الألم وتنشر الأمل.

أكد عميد كلية الفنون الجميلة فؤاد دحدوح لـ سانا على اهتمام الكلية بالقضايا الإنسانية، مشيراً إلى أهمية موضوع العدالة الانتقالية في بناء سوريا الجديدة. وأشاد بمستوى الطلاب المشاركين الذين عبروا عن لسان حال السوريين من خلال ملصقاتهم المبتكرة، مؤكداً أن سوريا تزخر بالمبدعين في كافة المجالات.

من جانبه، أوضح الدكتور أسامة حاتم، المتخصص في الاتصالات البصرية والميلتيميديا، أن المعرض يأتي في إطار جهود الكلية لإدخال المواضيع المجتمعية ضمن مناهجها، بما في ذلك مفهوم العدالة الانتقالية والتعبير عنه بصرياً، بهدف إشراك المجتمع في هذه الأفكار والحلول. كما أثنى على جودة الملصقات وقدرتها على التعبير عن الفكرة بأسلوب فريد لكل طالب.

وأشارت يسرى حيدر، رئيسة منظمة مسارات إبدالية، إلى أن المعرض يمثل مبادرة لإعادة الجامعة إلى دورها كفضاء عام يحتضن قضايا المجتمع، ويوفر للطلاب أدوات التفكير والحوار والإبداع. وأوضحت أن التحضير للمعرض تضمن حوارات مع عائلات المفقودين لتحويل شهاداتهم إلى أعمال بصرية توثق سردية الثورة السورية، وتعيد تشكيل العلاقة بين الفن والمجتمع والجامعة.

أكد محمد كلثوم، المدير التنفيذي لمنظمة نسيج، على أهمية الدور التعليمي والفني في نشر ثقافة العدالة الانتقالية، باعتبارها حقاً أساسياً وجزءاً من بناء السلام في سوريا. وأشار إلى أن دور المنظمة في المعرض تمثل في تقديم جلسات استشارية للطلاب حول العدالة الانتقالية والتغييب القسري، بالإضافة إلى تنظيم جلسات حوارية بين الطلاب وأسر المغيبين والمغيبات.

وفي لقاءات مع وكالة سانا، تحدث عدد من الطلاب المشاركين عن أعمالهم. أوضحت الطالبة تسنيم خالد ديواني أن مشاركتها تضمنت ملصقين يجسدان أثر الوقت بين فترة الاعتقال ومشاعر الفقد، وفترة تحقيق العدالة الانتقالية وإيصال الحقوق لأصحابها، بالإضافة إلى التعبير عن البصمة الخاصة لكل سوري تجرع الألم. وأكدت أن المعرض يمثل فرصة لاكتساب الخبرة في عالم التصميم.

شاركت الطالبة مريم سلوم بأربعة ملصقات تناولت الذاكرة ورمز العدالة، من بينها ملصق مستوحى من قصة ميشال كيلو مع طفل الزنزانة. وأوضحت أن أفكار أعمالها جاءت بعد لقاءات وحوارات مطولة مع أسر المعتقلين.

أوضحت الطالبة هديل حصيرة أن مشاركتها جاءت للتعبير عن وجع الأسر المفقودة والناجية، وعن الدم والكتابات التي كانت موجودة على جدران الزنزانة، مشيرةً إلى أن العدالة هي بداية لشفاء الوطن.

جسدت مريم حسن في ملصقها حالة إنسانية مؤثرة، فهي فقدت ابنها وزوجها بعد اعتقالهما عام 2013. ورغم ألم الفقد، أصرت على المشاركة في المعرض بعمل صممته ابنتها الفنانة التشكيلية المغتربة، تعبيراً عن إيمانها العميق بسوريا جديدة تتيح لكل إنسان أن يروي وجعه وحزنه بحرية، مؤكدةً أن هدفها هو تحقيق العدالة الانتقالية والوصول إلى الحقيقة، لتبدأ رحلة بناء مستقبل يليق بسوريا حرة وعادلة.

مشاركة المقال: