الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025 04:58 PM

مليونا دولار تائهة في دير الزور: هل هو حماس التبرعات أم خلل في التنظيم؟

مليونا دولار تائهة في دير الزور: هل هو حماس التبرعات أم خلل في التنظيم؟

في واقعة أثارت الجدل، أُعلن عن تبرع بمبلغ مليوني دولار لحملة "دير العز"، لكن المسؤولين عن الحملة يؤكدون أن التبرعات لم تصل فعلياً. ورغم توضيحات المتبرع، لا يزال مصير المبلغ مجهولاً.

سناك سوري – بلال سليطين

هذه الحادثة ليست فريدة من نوعها، فغالباً ما يؤدي جمع التبرعات عبر المزادات العلنية إلى حماس مفرط وتعهدات غير قابلة للتحقيق. وقد يجد المتبرع نفسه في موقف محرج يدفعه إلى المبالغة في التبرع، ثم يعجز عن الوفاء بتعهده. هذا النقص في آليات الالتزام والشفافية يؤثر سلباً على ثقة المتبرعين والمجتمع في الحملات والسلطات المنظمة.

صندوق التنمية.. الإيجابية المقلقة

أتابع عمل صندوق التنمية السوري باهتمام، إيماناً بأهميته في تحقيق التنمية المستدامة. لكن الأرقام المعلنة تثير القلق، فالصندوق جمع فعلياً أقل من 7 ملايين دولار، بينما تصل التعهدات المعلنة إلى 82 مليون دولار.

هذا بالإضافة إلى حملات أخرى مثل "الوفاء لإدلب"، التي تفتقر إلى مرجعية واضحة. فمثلاً، حملة "دير العز" تحمل شعار وزارة الثقافة، لكن الجهة المسؤولة عن تعيين مجلس الأمناء غير واضحة، ولا تظهر أرقام هذه الحملات ضمن تعهدات صندوق التنمية. هذه الازدواجية بين العمل الرسمي الحكومي وعمل الصندوق قد تؤثر سلباً على أداء الصندوق، الذي كان من المفترض أن يتولى إدارة هذه الحملات بشكل مركزي ولا مركزي.

أحلام مابعد التبرعات والواقعية

في النهاية، يتلقى المواطن أرقاماً كبيرة تبني لديه أحلاماً وطموحات قد لا تتحقق. فمثلاً، تعهد بالتبرع بمبلغ 2.5 مليون دولار لبناء 40 منزلاً في ريف دمشق، وهو من أوضح التبرعات وأكثرها واقعية. لكن إذا قارنا هذا الرقم بحجم الدمار في ريف دمشق، نجد أن التبرعات المجمعة تكفي لبناء 1% فقط من المنازل المدمرة. لذلك، يجب أن نكون حذرين في إظهار قدرات حملات التبرع، وأن نوضح أنها مجرد تعهدات وليست تبرعات فعلية، لكي لا نبيع الناس الوهم وندمر ثقتهم.

عندما يسمع المواطن بـ 82 مليون دولار ويرى في الصندوق 7 ملايين فقط، فإنه يشعر بالإحباط والخيبة. لذلك، يجب أن نكون صادقين وشفافين في التعامل مع التبرعات والتعهدات.

صندوق التنمية في 30 أيلول 2025.. التبرعات الفعلية والتعهدات

مشاركة المقال: