الثلاثاء, 15 يوليو 2025 02:59 PM

نزوح جماعي في جنوب العراق: الجفاف يفاقم أزمة المياه ويهدد حياة السكان

نزوح جماعي في جنوب العراق: الجفاف يفاقم أزمة المياه ويهدد حياة السكان

وزارة الموارد تحذر: الوضع المائي حرج وغير مسبوق منذ 80 عاماً

يشهد العراق صيفاً بالغ الصعوبة على صعيد الموارد المائية، مما ينذر بخسائر بيئية واقتصادية واجتماعية وخيمة، في ظل التناقص الحاد في المخزون المائي وارتفاع درجات الحرارة. وقد تصدرت 13 مدينة عراقية قائمة المناطق الأعلى حرارة على مستوى العالم، وفقاً لنشرة محطة «بلاسيرفيل» في كاليفورنيا الأميركية.

على الرغم من تأكيدات وزارة الموارد المائية على خطورة الوضع، يرى خبراء في مجال المياه أن الإجراءات المتخذة لمواجهة الجفاف غير كافية، نظراً لضعف المخزون المائي وسوء إدارته.

تلقي الأزمة المائية بظلالها على مختلف القطاعات، خاصة في محافظات وسط وجنوب البلاد. ففي محافظة البصرة، تعاني أحياء عديدة من عدم وصول مياه صالحة للاستعمال إلى المنازل. ووصفت النائبة انتصار المالكي الوضع في البصرة بأنه «حرام»، مشيرة إلى اعتماد الأهالي على العجلات الحوضية للحصول على المياه.

في محافظة ذي قار المجاورة، رصد «مرصد العراق الأخضر» نزوح آلاف العوائل وفقدان نصف أعداد الجواميس.

وأوضحت بشرى الطائي، عضو المرصد، نقلاً عن مؤسسات رسمية، أن 10 آلاف و450 عائلة نزحت من قرى وأرياف أقضية البطحاء وسيد دخيل والرفاعي والشطرة والدواية والغراف وناحية الفجر وقلعة سكر والنصر ومن أهوار الطار والجبايش، إلى مناطق أخرى في مراكز وأقضية الناصرية وأور والبطحاء والإصلاح وسيد دخيل وسوق الشيوخ وكرمة بني سعيد والشطرة والدواية والغراف وغيرها.

وأضافت أن دائرة الهجرة في المحافظة قدمت مساعدات غذائية وكهربائية، بالإضافة إلى دورات توعية لتأهيل العوائل النازحة.

كما أشارت إلى خسارة المحافظة لـ 11 ألف رأس جاموس منذ عام 2023 بسبب الجفاف، ليصل العدد الحالي إلى 10 آلاف بعد أن كان 21 ألفاً في السنتين الماضيتين.

وذكرت أن مربي الجاموس يعانون من إجراءات السيطرات التي تمنعهم من الانتقال إلى المناطق التي تتوفر فيها المياه.

وكان خبير الأهوار جاسم الأسدي قد صرح لـ«الشرق الأوسط» بأن هور الحويزة يعاني من جفاف شديد، وتحولت أجزاء كبيرة منه إلى صحراء قاحلة، حتى أن بحيرة أم النعاج لم تعد تحتفظ بكميات كافية من المياه.

وفي السياق ذاته، ترأس وزير الموارد المائية، المهندس عون ذياب عبد الله، اجتماعاً لمناقشة الإجراءات العاجلة لضمان الإدارة المثلى للموارد المائية.

ووصف الوزير عبد الله الوضع المائي بأنه «حرج لم تشهده البلاد منذ أكثر من 80 عاماً»، داعياً إلى تضافر الجهود وتطبيق أقصى الإجراءات ضد أي استنزاف غير مشروع.

وناقش الاجتماع سبل إزالة التجاوزات على المياه السطحية والجوفية، والتأكيد على إقامة الدعاوى القضائية ضد المخالفين.

ورغم إعلان رئيس البرلمان، محمود المشهداني، عن موافقة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على زيادة الإطلاقات المائية عبر نهر دجلة إلى 420 متراً مكعباً في الثانية، تقلل وزارة الموارد من صدقية هذا الإعلان، مشيرة إلى أن الإطلاقات الفعلية أقل بكثير من هذا الرقم.

وحذرت الأمم المتحدة من تصاعد وتيرة العواصف الرملية والترابية في العراق، معتبرة إياها أحد مؤشرات الجفاف والتصحر الناتج عن قلة الأمطار والسياسات المائية التركية والإيرانية.

وأكدت المنظمة الأممية أن العواصف الرملية والترابية تمثل تحدياً كبيراً أمام تحقيق التنمية المستدامة.

مشاركة المقال: