الجمعة, 4 يوليو 2025 04:50 AM

هروبًا من حرارة الصيف: سكان دمشق يفضلون المسابح والمزارع رغم التحديات الاقتصادية

هروبًا من حرارة الصيف: سكان دمشق يفضلون المسابح والمزارع رغم التحديات الاقتصادية

مع ارتفاع درجات الحرارة وبدء فصل الصيف، تتجه العديد من العائلات السورية إلى المسابح والمزارع والفيلات بحثًا عن الراحة والاستجمام، وإيجاد متنفس للهروب من ضغوط الحياة اليومية. في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يعتبر قضاء يوم في أحضان الطبيعة خيارًا متاحًا وبسيطًا نسبيًا للكثير من الأسر والأفراد.

رصدت عنب بلدي من خلال جولة استطلاعية إقبال السكان على المسابح والمزارع. تشهد المسابح إقبالًا متزايدًا من العائلات والأفراد في مناطق دمشق وريفها، وذلك في ظل محدودية الخيارات الترفيهية الأخرى.

المسابح: خيار أقل تقييدًا

ترى مايا، وهي شابة عشرينية، أن المسابح لا تتطلب حجزًا مسبقًا أو الالتزام بعدد معين من الأشخاص، كما أن رسوم الدخول غالبًا ما تكون أقل مقارنة بأماكن أخرى. وتوضح أن الرسوم تختلف حسب تصنيف المسبح وموقعه والخدمات التي يقدمها.

يتفق عامر، وهو شاب ثلاثيني وأب لأسرة، مع مايا في أن المسابح توفر قدرًا أكبر من الحرية، حيث يمكنه اختيار وقت الزيارة والمغادرة بحرية. لكنه يشير إلى أن رسوم الدخول هذا العام ارتفعت إلى الضعف في بعض المسابح، بينما بقيت الخدمات المقدمة محدودة، إلا أنها تبقى الخيار الأنسب له.

يوضح محمد توفيق، مدير أحد المسابح في منطقة كفرسوسة، لعنب بلدي، أن الموسم الصيفي تأخر هذا العام بسبب الامتحانات والطقس، مما أثر سلبًا على الإقبال في البداية. ويرى أنه من السابق لأوانه الحكم على الإقبال مقارنة بالعام الماضي، مضيفًا أن الأسعار لم تشهد زيادة كبيرة، مع وجود فرق بسيط بين المسابح العائلية وتلك المخصصة للشباب أو السيدات. ويرى توفيق أن المشاريع الخاصة كالمزارع قد تكون أكثر ربحًا وأقل مسؤولية، نظرًا لعدم خضوعها للضرائب والمتطلبات التنظيمية المفروضة على المسابح.

يرى عمر محمد، مدير مسبح في منطقة المزرعة، أن الأطفال هم الفئة الأكثر ترددًا على المسابح، خاصة مع بدء العطلة الصيفية. ويعزو انخفاض الإقبال هذا الصيف إلى الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع رسوم الدخول، بالإضافة إلى تراجع الاهتمام برياضة السباحة.

المزارع والفيلات: خصوصية وتكلفة

تقول ملك، وهي طالبة جامعية من سكان مدينة داريا، إنها تفضل الاصطياف في المزارع لأنها أقل تكلفة من الفيلات وأكثر خصوصية من المسابح، مما يتيح لها قضاء وقت ممتع مع أصدقائها وعائلتها بعيدًا عن ضغوط الدراسة والعمل. وتضيف أن الأسعار ما زالت مقبولة مقارنة بالخدمات والترفيه المقدم.

أشارت بتول قصار، وهي أم لطفلين، إلى أنها استأجرت فيلا مع عائلتها وأقاربها لمدة يومين في بداية الصيف. وعلى الرغم من ارتفاع التكلفة مقارنة بالصيف الماضي، إلا أنها ترى أن الفيلات لا تزال وجهة مفضلة للعائلات الكبيرة لما توفره من مساحات واسعة وحدائق خضراء.

يتزايد الإقبال على المزارع التي تحتوي على مسابح هذا الصيف، بسبب تراجع القدرة الشرائية للمواطنين، بينما كانت الفيلات الخيار الأبرز في السنوات السابقة. ويعود هذا الإقبال إلى مساحتها الواسعة التي تستوعب حتى 35 شخصًا، مقابل 15 شخصًا فقط في المزارع، بالإضافة إلى خدماتها الأفضل وإطلالتها وتصميمها متعدد الطوابق، مما جعلها بديلًا للسفر لدى الكثيرين، بحسب قصي سليمان، صاحب مكتب عقاري ومالك لعدد من المزارع والفيلات في ريف دمشق.

أسعار الإيجار

تختلف أسعار إيجار المزارع في مدينة دمشق حسب أيام العطل وعدد الساعات والأيام، حيث تبدأ غالبًا من 700 ألف ليرة سورية وتصل إلى مليون ليرة سورية، وتزداد في أيام الجمعة والسبت، وفقًا لجولة عنب بلدي.

بينما تحدد إيجارات المزارع والفيلات في ريف دمشق وفقًا لعدة عوامل، منها أيام العطل والموقع الجغرافي وقربه من المدينة وعدد الغرف والمساحة والخدمات المتوفرة، حيث تتراوح الإيجارات بين 700 و800 ألف ليرة سورية يوميًا، في حين تبدأ إيجارات الفيلات من مليون ليرة سورية وما فوق، وفقًا لقصي.

في السياق ذاته، يرى محمد البدوي، مالك مكتب عقاري في منطقة كفرسوسة، أن الإقبال هذا الصيف على المزارع والفيلات كان أقل من العام الماضي بسبب الضغوط الاقتصادية التي يواجهها معظم السوريين. ودعا أصحاب المزارع والفيلات إلى تقديم عروض تناسب الواقع الحالي، لا سيما أن أغلب العائلات من ذوي الدخل المحدود، وأشار إلى أن تحديد الإيجارات يخضع لإشراف وزارة السياحة، لكنه يظل مرهونًا أيضًا بقرارات المالكين.

توقعات الأرصاد الجوية

قال رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، شادي جاويش، في حديث سابق لعنب بلدي، في أيار الماضي، إنه من المتوقع أن تكون الحرارة فوق المعدل خلال الصيف المقبل، وتحديدًا في أشهر حزيران وتموز وآب. وأضاف جاويش أننا سنلاحظ ارتفاعًا في درجات الحرارة، لكن ليس لدرجات "استثنائية"، أي فوق المعدل بدرجتين أو ثلاث درجات. وذكر أن الحرارة ستكون أعلى من المعدل الطبيعي المعروف بالنسبة لدمشق ومعظم المناطق الداخلية (36 درجة)، وبالتالي يتوقع أن يصل المعدل إلى 40 درجة، ولن تكون هناك حرارة استثنائية مثل درجات 43 أو 44 كما في السنوات السابقة، بينما يتميز هذا الصيف بنسبة الرطوبة العالية.

مشاركة المقال: