تعتبر المربيات السورية جزءاً من الإرث الغذائي العريق لسوريا، حيث تجمع بين الأصالة والجودة العالية والمذاق اللذيذ الذي لا يقاوم. تعتمد هذه المربيات على فواكه الموسم الطازجة مثل المشمش والفريز والكرز والتين، وتحويلها إلى منتجات تحتفظ بنكهتها الطازجة على مدار العام، مما أكسبها مكانة مرموقة على الموائد السورية كرمز للجودة والتميز.
قيمة غذائية ودفء شتوي:
تقول السيدة ابتسام وسوف (59 عاماً) لـ سانا: "لا تبدأ صباحات الشتاء في بيوتنا دون صحن المربى الغني بالفيتامينات". وتضيف: "إنه درع ضد البرد ومصدر طاقة يمنح الدفء، وخيار إفطار صحي يحافظ على مناعة الأسرة."
السيدة وسوف، التي اعتادت على مدى أكثر من 35 عاماً تحضير أنواع كثيرة من المربيات كالمشمش والتين والعنب، أشارت إلى أن وجود هذه الفواكه طازجة في حديقة منزلها شجعها على استثمارها كمؤونة لفصل الشتاء، وأصبح وجود هذه المرطبانات ركناً أساسياً في مطبخها.
نكهة المشمش الفريدة وشراب رمضان المنعش:
من جهتها، استعرضت السيدة آلاء السهلي من منطقة المزة بدمشق طريقة إعداد مربى المشمش (العصير) التقليدية في منطقتها، حيث تبدأ العملية بنزع اللب واستخراج السائل منه ضمن مصفاة ناعمة، ثم غليه لفترة قصيرة، ليتم نشره بعدها في أطباق تحت أشعة الشمس لعدة أيام.
وأضافت السهلي (40 عاماً): إن استخدامات هذا النوع من المربى لا تقتصر على تناوله صباحاً، فعائلتها لا تستغني عنه في إعداد شراب المشمش المنعش في شهر رمضان المبارك، حيث يُضاف له الماء للحصول على مشروبٍ لذيذ.
المربيات في المطبخ السوري
وبينت السيدة أمينة النجار أن وجود مربيات المشمش والفريز ضرورة لا غنى عنها في منزلها، حيث تستخدمها بكثرة في إعداد وتحضير الحلويات الشهية مثل الكرواسان المحشو، وحلوى المبروشة، وغيرها.
وأضافت: إنها تفضل صنع مربى الفريز والمشمش لسهولة تحضيره، وتحرص على إعداده بطريقة متقنة للحصول على نكهة مميزة، خالية من المواد الحافظة والمحسنات، لتكون متوفرة في أي وقت تحتاجها خلال العام.
علامة الجودة السورية: إرثٌ يُحتفى به
تظل صناعة المربيات السورية رمزاً للتميز، بفضل توازنها الدقيق بين حلاوة المذاق والحفاظ على النكهة الطازجة. إنها ليست مجرد مذاقٍ مستساغ، بل هي تراثٌ غني من الأعمال اليدوية التي توارثتها الأجيال، شاهدة على براعة المرأة السورية وإبداعها في المطبخ.