الإثنين, 29 سبتمبر 2025 12:43 AM

هوس الشراهة على الإنترنت: هل تتحول فيديوهات الأكل إلى طريق للشهرة على حساب الصحة؟

هوس الشراهة على الإنترنت: هل تتحول فيديوهات الأكل إلى طريق للشهرة على حساب الصحة؟

تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأشخاص من ثقافات مختلفة يتناولون كميات هائلة من الطعام بسرعة وشراهة، بهدف جذب المشاهدات. يثير هذا المحتوى فضول الكثيرين، لكنه يطرح تساؤلات حول تأثير هذه الممارسات على الصحة النفسية والجسدية للمتابعين والقائمين بها، وما إذا كانت مجرد وسيلة للفت الانتباه أم تحمل مخاطر حقيقية.

بين الإدمان والاشمئزاز

تقول أم هادي، 52 عاماً، إنها تستمتع بمشاهدة هذه المقاطع وتعتبرها نوعاً من التسلية. بينما يعبر نبيل عن اشمئزازه من هذه الممارسات والأصوات المصاحبة لمضغ الطعام. أما ريم، 37 عاماً، فتقول إنها أدمنت متابعة هذه المقاطع، لكنها تشعر بالجوع بعدها وتبدأ بتناول الطعام حتى في وقت متأخر.

الأمعاء في خطر

اختصاصية التغذية داليا حسامو أوضحت لـ”الحرية” أن هذا السلوك المفرط، خاصة عند تناول الطعام بسرعة وبدون وعي، يعطل الحاجز المعوي ويزيد من نفوذية الأمعاء، ما يؤدي إلى خلل في ميكروبات الأمعاء واضطرابات في المناعة. وأشارت إلى أن تناول الأطعمة النيئة، مثل الخضروات غير المعالجة والحلويات المليئة بالسكريات، يحمل مخاطر صحية جسيمة. وأضافت أن الباحثين من جامعة هارفارد بينوا أن الأطعمة النيئة تقتل البكتيريا النافعة، ما يؤثر على وظيفة الأمعاء ويخل بالتوازن بين البكتيريا النافعة والضارة، ويؤدي إلى اضطرابات هضمية.

حسامو: تناول السكريات يرفع مستويات الجلوكوز بسرعة ويسبب اضطرابات في المناعة

شعور زائف

تتابع حسامو أن الدراسات أظهرت أن تناول كميات كبيرة من الحلويات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات يرفع مستويات الجلوكوز بسرعة، ما يمنح شعوراً مؤقتاً بالطاقة يليه الخمول، بالإضافة إلى تحفيز إفراز مادة الدوبامين في الدماغ، ما يزيد الرغبة في تناول المزيد من السكريات. كما يؤثر على الحالة المزاجية ويسبب الأرق وضعف المناعة واضطرابات هضمية، ما يستدعي الانتباه إلى نوعية وكمية الطعام المستهلك.

وعن كيفية تخلص الأشخاص من الطعام الذي تم تناوله أثناء تصوير فيديوهات تناول الطعام، تشير حسامو إلى أنهم يعتمدون على نظام غذائي متوازن غني بالألياف والفواكه والخضروات، مع شرب كميات كافية من الماء لتعزيز إخراج السموم. وتضيف أن ممارسة الرياضة بانتظام والحد من التوتر والنوم الكافي ضروري لتحقيق نتائج إيجابية خلال شهر تقريباً.

وعن سؤال حول أن معظم من يعرضون تلك المقاطع هن فتيات نحيفات، وهو ما يثير التساؤل أكثر عن مدى صحة مظهرهن، تجيب حسامو أن ذلك المظهر قد لا يعكس الحالة الصحية الحقيقية، خاصة مع تراكم الدهون الحشوية على القلب والكبد، والتي لا تظهر بشكل واضح على الجسم الظاهر.

فخ البوليميا

وفقاً لرأي حسامو، فإن بعض الفتيات اللاتي يأكلن كميات كبيرة أثناء تصوير الفيديو قد يصبن بمتلازمة البوليميا التي تتسم بنوبات الأكل الشره، تليها محاولات للتنظيف الذاتي من خلال التقيؤ أو استخدام المسهلات أو الأدوية المدرة للبول والحقن الشرجية، خوفًا من زيادة الوزن، وهو سلوك ضار جداً يتطلب ملاحظة وعلاج متخصص.

الشراهة لها بصمتها

يوضح الأخصائي النفسي الاجتماعي علي جمعة أن مشاهدة مقاطع الأكل الصاخبة والشراهة قد تسبب زيادة التعلق بالمحتوى وتكرار المشاهدة، ما يعزز الرغبة في الأكل المفرط أو يثير مشاعر القلق والضيق في بعض الحالات، كما تؤدي لاضطرابات في الشهية وعدم السيطرة والتحكم بالطعام، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل أو ضعف التحكم بالوعي.

ويشدد على أنه يجب استهلاك مثل هذه المحتويات بشكل معتدل، مع وعي بالتأثيرات النفسية والجسدية المحتملة، خاصة في حال لاحظ الشخص أي أعراض سلبية نتيجة المشاهدة، وينصح جمعة أنه في تلك الحالة، يجب مراجعة مختص نفسي.

جمعة: زيادة التعلق بالمحتوى وتكرار المشاهدة يعزز الرغبة في الأكل المفرط

الحل؟

تبين حسامو أن اعتماد نظام غذائي متوازن من حيث نسب البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية هو أمر ضروري للأشخاص الذين يمارسون تلك العادات وللحفاظ على الصحة من الالتزام بتناول 6-7 حصص من الخضروات و3-5 حصص من الفواكه يومياً، بالإضافة لشرب كميات وافرة من الماء، بما يعادل 2 إلى 2.5 لتر، حسب الوزن.

كما تنصح بتناول 6 وجبات موزعة على اليوم، 3 رئيسية و2 سناك، مع الحصول على نوم كافٍ وتقليل التوتر وممارسة الرياضة بشكل منتظم، لافتة إلى أن اتباع هذا النظام يساهم في حماية صحتنا الجسدية والنفسية من مخاطر الظاهرة وتأثيراتها السلبية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: