في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها دمشق وضواحيها، يبرز حي وادي المشاريع في منطقة دمر غرب دمشق كمنطقة تجمع بين الاستقرار الخدمي والسكني، مع الحاجة إلى مزيد من التحسينات الأساسية. يعتبر الحي من المناطق العشوائية القريبة من العاصمة، ويشهد تفاعلًا يوميًا بين السكان وظروفهم المعيشية، في محاولة لخلق بيئة سكنية مقبولة رغم الإمكانيات المحدودة.
حيّ يجمع كل سوريا في صورة مصغّرة
يقول أحمد المنصور، أحد سكان الحي: "إذا قارنا هذا الحي بالمناطق الأخرى، أستطيع القول إن وضعه جيد نسبيًا، والحياة فيه معقولة". ويضيف أن ما يميزه هو تركيبته الاجتماعية المتنوعة التي تعكس المجتمع السوري بكل مكوناته. لكن ما يعكر صفو الحي هو العشوائية العمرانية التي تعيق تطوره المنظم وتحسين بنيته التحتية.
خدمات مياه مقبولة وكهرباء مأزومة
يشير زين العلي، أحد سكان الحي، إلى توفر معظم الخدمات الأساسية، وعلى رأسها مياه الشرب التي تصل إلى المنازل بكميات كافية وتتميز بنقائها، وهو ما لا يتوفر في أحياء أخرى. أما الكهرباء، فيصفها بأنها مماثلة لمعظم مناطق دمشق وريفها، حيث لا تتجاوز ساعات التغذية ساعة واحدة مقابل أربع ساعات قطع، مما يؤثر سلبًا على حياة السكان اليومية.
نظافة منتظمة لكنها غير كافية
يؤكد عدد من السكان أن خدمة النظافة متوفرة، حيث تقوم البلدية بجمع النفايات بشكل دوري. ومع ذلك، يرون أن هذا الجهد بحاجة إلى تطوير وتوسيع، خاصة في الشوارع الفرعية وأطراف الحي، مطالبين بزيادة عدد الحاويات ودوريات التنظيف للحفاظ على الصحة العامة ومنع انتشار الأوبئة، وتعزيز جمالية الحي.
أسعار إيجارات مقبولة مقارنة بالموقع
يشير عبد الله السعيد، وهو من المستأجرين في الحي، إلى أن إيجارات المنازل معقولة مقارنة بموقع الحي القريب من دمشق. ويضيف أن المنازل قد لا تكون حديثة، لكنها مقبولة نسبيًا، وتتوفر الإيجارات بأسعار تتراوح بين مليون ومليوني ليرة سورية، مما يجعل الحي خيارًا مناسبًا للباحثين عن سكن منخفض التكلفة.
مطالب موحّدة لتحسين الواقع الخدمي
يجمع سكان الحي على مطلب أساسي يتمثل في تحسين الواقع الخدمي الشامل، من خلال تفعيل دور المؤسسات الحكومية وفتح المجال أمام المبادرات المجتمعية والأهلية، للوصول إلى مستوى خدمات يتناسب مع طبيعة الحي وتطلعات سكانه. ورغم العشوائية العمرانية ومحدودية الموارد، يبقى حي وادي المشاريع مساحة حضرية نابضة بالحياة، يسعى سكانها بثبات نحو بيئة معيشية أكثر عدالة واستقرارًا.