الأربعاء, 16 يوليو 2025 02:02 PM

أخترين: تحسن الخدمات يواجه تحديات زراعية واقتصادية ومطالب بتعزيز الدعم

أخترين: تحسن الخدمات يواجه تحديات زراعية واقتصادية ومطالب بتعزيز الدعم

تشهد مدينة أخترين بريف حلب الشمالي تحسناً ملحوظاً في الخدمات الأساسية بعد فترة التحرير، إلا أن المدينة لا تزال تواجه تحديات كبيرة، خاصة في مجالات النظافة وتوفير فرص العمل. وأكد محمود المحمد، أحد سكان المدينة، لمنصة سوريا 24 أن الخدمات المقدمة تعتبر مقبولة نسبياً مقارنة بمناطق أخرى شهدت تحريراً حديثاً. ومع ذلك، أشار إلى وجود ضعف كبير في شبكة الكهرباء، مما يؤدي إلى انقطاعات متكررة وارتفاع في الأسعار لا يتناسب مع القدرة الشرائية للسكان.

كما أوضح أن المدينة تعاني من نقص في المياه، مما يؤثر سلباً على القطاع الزراعي الذي يعتبر المصدر الرئيسي للدخل لمعظم السكان. وأشار أيضاً إلى تدهور مستوى النظافة وانتشار القمامة في بعض الشوارع، مما قد يتسبب في انتشار الأمراض الجلدية إذا استمر الإهمال.

من جانبه، وصف صالح مصطفى النايف الوضع المعيشي في أخترين بأنه "صعب" بسبب ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل. وأشار في حديثه لمنصة سوريا 24 إلى أن العديد من السكان لم يتمكنوا من العودة إلى البلدة بسبب هذه الظروف. وأضاف أن السكان يعتمدون بشكل أساسي على زراعة المحاصيل مثل العدس والشعير، بالإضافة إلى البطاطا في الزراعة المروية، إلا أن قلة الأمطار هذا الموسم أدت إلى انخفاض الإنتاج وركود الأسواق.

وفيما يتعلق بالتعليم، وصف الوضع بأنه مقبول إلى جيد، لكنه أكد أن الوضع الصحي لا يزال غير كافٍ، مع وجود شكاوى من سوء معاملة الكوادر في بعض المراكز الطبية، على الرغم من وجود مستوصف ومشفى للنسائية والتوليد.

رئيس المجلس المحلي: تحسّن في البنية التحتية وتحديات في الزراعة والخدمات الصحية

أعلن أحمد حبو، رئيس مجلس مدينة أخترين، عن تحسن ملحوظ في بعض جوانب الخدمات بعد التحرير، خاصة في البنية التحتية. وأوضح في تصريح خاص أن من أبرز الإنجازات تعبيد الطرق وتبحيصها وإنارة الشوارع، مما سهل حركة السكان. وفيما يتعلق بالكهرباء، أشار حبو إلى أن الوضع "جيد نسبياً"، لكنه يحتاج إلى دعم تشغيلي إضافي وألواح طاقة لتأمين استقرار التغذية، خاصة في أوقات الذروة. أما بالنسبة للمياه، فأوضح أن المدينة تعاني من ضعف في الموارد، مما يستدعي استثماراً في المصادر الجوفية وشبكات الضخ والتوزيع.

وفيما يخص الصرف الصحي والنظافة العامة، لفت إلى وجود نقص في أغطية الريكالات وشوايات تصريف المياه، مع حاجة ملحة إلى حاويات قمامة إضافية للحفاظ على البيئة والصحة العامة. وفي قطاع التعليم، ذكر أن عدداً كبيراً من المدارس تم ترميمها وتأمين كوادر تعليمية مؤهلة، مما يجعل الوضع التربوي مستقراً. وفي الملف الصحي، أكد حبو وجود مشفى متخصص في غسيل الكلى والأمراض الداخلية والأطفال، يخدم المدينة والقرى المجاورة، بالإضافة إلى عدد من المراكز الصحية. لكنه شدد على أن القطاع الصحي بحاجة إلى توسيع في التخصصات الطبية، خاصة مع ارتفاع الطلب على الخدمات في المنطقة.

أما على الصعيد الاقتصادي، فقد أشار حبو إلى انتعاش تجاري نسبي بعد التحرير، حيث تم تنظيم حركة الواردات والصادرات وضبط الأسعار بما ينسجم مع حاجات السوق المحلي، لكنه أوضح أن هناك حاجة لتوسيع نطاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لا سيما في قطاعي الزراعة والصناعة المحلية. وفي الشأن الزراعي، قال رئيس مجلس المدينة إن أبرز المحاصيل التي تشتهر بها المنطقة تشمل الشعير والعدس والحمص والفول والخضروات، مشيراً إلى أن بعض المزارعين تلقوا دعماً بالبذار والأسمدة والمحروقات، فيما حصل البعض الآخر على دعم جزئي فقط. كما نوه إلى أن المنطقة تفتقر إلى المياه الجوفية وتعتمد على عدد محدود من الآبار البحرية، مما ينعكس سلباً على الإنتاج.

وأكد حبو أن الحكومة السورية استلمت القمح من المزارعين بسعر جيد، لكن باقي المحاصيل لا تزال تُسوّق بشكل محلي دون منظومة تصريف فعالة. كما حذر من أن بعض القرى المجاورة، مثل تل جيجان والمشرفة وطعانهم، لا تزال تعاني من وجود ألغام ومخلفات حربية تعيق التوسع الزراعي. وفي ختام حديثه، دعا أحمد حبو إلى ضرورة دعم القطاع الزراعي من خلال تأمين قنوات مياه وبذار وأسمدة وقروض مالية، إلى جانب إنشاء سوق شعبي متكامل، وأكد وجود خطة مستقبلية لإعادة تأهيل البنى التحتية تشمل وحدة المياه ومشروع الصرف الصحي وزراعة الأشجار الحراجية.

أخترين والثورة السورية

منذ انطلاق الثورة السورية في عام 2011، كانت مدينة أخترين في ريف حلب الشمالي من أوائل البلدات التي شاركت في الحراك الشعبي ضد النظام، عبر مظاهرات سلمية طالبت بالحرية والعدالة. وخضعت المدينة لعدة تحولات ميدانية. في البداية، سيطرت عليها فصائل المعارضة، ثم وقعت تحت سيطرة تنظيم “داعش” بين عامي 2014 و2016، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والخدمية. في أكتوبر 2016، استعادت فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا السيطرة على المدينة ضمن عملية “درع الفرات”، لتدخل بعدها أخترين مرحلة جديدة من الحكم المحلي والإدارة المدنية. ومنذ ذلك الوقت، تعمل المجالس المحلية والمنظمات على إعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات، رغم التحديات الأمنية والتنموية. وعلى مدار السنوات، بقيت أخترين وفية لخط الثورة، حيث شهدت مظاهرات متكررة في مناسبات مفصلية، عبّر فيها الأهالي عن تمسكهم بأهداف الثورة. ومع سقوط النظام البائد في كانون الأول/ ديسمبر، يطمح الأهالي بدفع عجلة التنمية في المدينة نحو الأمام.

مشاركة المقال: