أعلنت المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة دمشق عن برنامج تقنين جديد لتزويد المياه لمناطق دمشق وريفها المستفيد من شبكة دمشق، يبدأ تطبيقه من 14 وحتى 31 أيار الحالي.
ونشرت المؤسسة عبر صفحتها في "فيس بوك" جداول تظهر أيام وفترات التزويد لمناطق دمشق وريفها. وستحصل مناطق الميدان، كفرسوسة، الزاهرة الجديدة والقديمة، شارع خالد بن الوليد، دف الشوك، التضامن، البرامكة، مخيم اليرموك على أربعة أيام من التزويد كل أسبوع، من العاشرة ليلًا وحتى الخامسة صباحًا.
أما مناطق شارع المهدي، الشعلان، الصالحية، الروضة، شارع الحمراء، ميسات، شارع عرنوس، شارع 29 أيار، شارع بغداد، شارع العابد، خلف الدحداح، ستزود بخمسة أيام موزعة على الشهر، من الساعة الثامنة مساء وحتى الواحدة صباحًا.
في حين ستحصل مناطق صحنايا والأشرفية والكسوة والغوطة الشرقية في ريف دمشق على تزويد المياه بيوم واحد فقط من الأسبوع، دون تحديد ساعات التزويد. واقتصر تزويد منطقة معضمية الشام بفترات وساعات معينة، بحيث يحصل كل حي على يوم واحد فقط من التزويد في الأسبوع. أما منطقة داريا في ريف دمشق، ستزود بيومين في الأسبوع (الثلاثاء والخميس)، بفترات محددة لا تتجاوز ست ساعات وصل في اليوم الواحد. كما اقتصرت منطقة عربين على التزويد بيوم مقابل ثلاثة أيام تقنين في الأسبوع.
وفي 11 أيار، عقد مدير عام مؤسسة مياه دمشق وريفها، أحمد درويش، اجتماعًا مع رؤساء مراكز الضخ ومراقبي الشبكات في مدينة دمشق، لبحث خطة الطوارئ التي أعدتها المؤسسة لتعويض النقص الحاصل في الوارد المائي من نبع الفيجة. وأكد على أهمية الجاهزية الكاملة للتعامل مع الظروف الحالية، وضرورة تنسيق الجهود بين جميع الكوادر الفنية والميدانية، والالتزام بأداء المهام لضمان حسن تنفيذ الخطة وتحقيق أفضل استثمار ممكن للموارد المائية المتاحة.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار الاستعدادات الاستباقية التي تتخذها المؤسسة لمواجهة تحديات شح المياه، وحرصها على تأمين الاحتياج المائي للمواطنين في دمشق وريفها خلال فصل الصيف.
نبع الفيجة لم يعد مصدرًا آمنًا
أحمد درويش، مدير المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة دمشق وريفها، تحدث عن المعوقات التي تواجه المؤسسة والخطط المستقبلية، موضحًا أن بعض مناطق ريف دمشق تعتمد بجزء من تغذيتها على محطات دمشق، بالإضافة إلى الآبار المحلية الموجودة في كل منطقة. وأكد أن الآبار في مناطق الريف غير كافية لتغطية احتياجات المواطنين، وما يزيد الأمر تعقيدًا هو نقص كميات المياه في نبع الفيجة، الذي لم يعد مصدرًا آمنًا لتغذية دمشق وريفها.
معوقات تواجه المؤسسة
تعاني المؤسسة العامة لمياه الشرب من نقص إمداد المياه من النبع الرئيس المغذي لدمشق وريفها، وضعف مناسيب المياه في كل المصادر الرئيسة أو الجانبية أو الثانوية المحيطة بالنبع الرئيس. ووفقًا لأحمد درويش، فإن حوض دمشق جرى استنزافه وعدم إراحته هذه السنة، لقلة منسوب المياه في نبع الفيجة، الذي كان يعتمد عليه بشكل أساسي.
وحصر درويش أسباب قلة منسوب المياه لعام 2025 بعدة عوامل:
- قلة الهطولات المطرية في الشتاء الماضي، والتي لم تتجاوز نسبة 33%. التغيرات المناخية التي تمر بها سوريا.
- انخفاض ملحوظ في مياه حوض دمشق إلى 150 مل، والتي كانت تصل في السنوات الماضية لما يقارب 500 مل.
- تزايد في عدد السكان وبالتالي زيادة احتياجهم للمياه.
وبحسب درويش، تعمل مؤسسة المياه على خطة طوارئ، بتجهيز أكثر من 100 بئر داخل المدينة، لاستثمارها في تغطية النقص المتوقع من نبع الفيجة، موزعة في العقدة الخامسة والثامنة والسادسة، ومناطق الربوة والقدم وبردى وجديدة يابوس. وستعتمد المؤسسة في فصل الصيف التوزيع المماثل من الينابيع الرئيسة على ريف دمشق ومحيطها، ويتم العمل على إصلاح الآبار المحلية في الأرياف، إما عن طريق المؤسسة أو جهات داعمة كمنظمات محلية ودولية مثل "لجنة الصليب الأحمر" و"يونيسف".