الثلاثاء, 4 نوفمبر 2025 04:57 PM

أزمة مياه مستمرة تلقي بظلالها على حياة سكان جزيرة أرواد رغم التحسنات الخدمية الأخرى

أزمة مياه مستمرة تلقي بظلالها على حياة سكان جزيرة أرواد رغم التحسنات الخدمية الأخرى

يواجه سكان جزيرة أرواد التابعة لمحافظة طرطوس تحديات خدمية متواصلة، تتصدرها أزمة المياه المتقطعة، وذلك على الرغم من التحسن الملحوظ الذي طرأ على بعض الجوانب الأخرى مثل النظافة والكهرباء.

تقع جزيرة أرواد، وهي أقدم جزيرة مأهولة في البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل طرطوس، وتعتبر من أبرز المعالم الأثرية والسياحية في سوريا. ومع ذلك، فإن واقع سكانها اليوم لا يعكس هذا الإرث التاريخي العريق.

أزمة المياه: عنق الزجاجة في حياة السكان

تعتبر أزمة المياه التحدي الأكبر الذي يواجهه سكان جزيرة أرواد، وفقًا لشهادات الأهالي. وأوضح يوسف جندي، أحد سكان الجزيرة، لمنصة سوريا 24، أنه لا توجد مواعيد محددة لتزويد المنازل بالمياه. ففي بعض الأيام تتوفر المياه في الصباح، وفي أيام أخرى لا تصل المياه إطلاقًا. وعندما تتوفر المياه، تكون ضعيفة ولا تصل إلى المنازل المرتفعة، خاصة تلك الواقعة في الجهة الغربية من الجزيرة، بحسب قوله.

يضطر السكان إلى الاعتماد على حلول بديلة، أبرزها شراء مياه صالحة للشرب والطبخ من مصادر صحية، وجلب مياه أخرى من "النبع" للاستخدامات المنزلية الأخرى. وينعكس هذا الواقع سلبًا على الميزانية اليومية للعائلات، خاصة وأن شراء المياه يعتبر تكلفة إضافية مستمرة.

الكهرباء والطاقة البديلة: استقرار نسبي

فيما يتعلق بالكهرباء، أشار جندي إلى أن وضع التغذية الكهربائية في أرواد لا يختلف عن وضع مدينة طرطوس. وتُستخدم المولدات الخاصة في بعض المنازل، بينما يلجأ آخرون إلى أنظمة الطاقة الشمسية لتغطية احتياجاتهم، لا سيما في فترات التقنين الطويلة. وعلى الرغم من عدم اكتمال التغذية، فإن الاعتماد على حلول بديلة ساهم في تخفيف وطأة الأزمة مقارنة بفترات سابقة.

النظافة: تحسن نسبي بعد سنوات من الإهمال

تشهد خدمات النظافة في الجزيرة تحسنًا نسبيًا مقارنة بالسنوات الماضية، وفقًا لما يشير إليه أهالي الجزيرة. ويعزو جندي هذا التحسن إلى الاهتمام الرسمي المتزايد، خاصة بعد زيارات لجان حكومية ووسائل إعلام رسمية رصدت الواقع الخدمي في المكان. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة في بعض الأحيان، خاصة في فترات الذروة السياحية أو الأعياد، حين يزداد الإنتاج اليومي من النفايات.

المواد الغذائية: توافر وأسعار مقبولة

من جهة أخرى، يؤكد سكان الجزيرة، حسب ما ذكر جندي، أن المواد الغذائية الأساسية متوفرة بكميات كافية، وبأسعار قريبة من تلك المعمول بها في مدينة طرطوس. ويعتبرون أن الأسعار "تناسب القدرة الشرائية" للسكان، على الرغم من تباين الدخول بين العائلات. ولا يُبلغ عن نقص حاد في السلع الأساسية، وهو ما يخفف من حدة الضغوط المعيشية مقارنة بمناطق أخرى.

بين الإرث التاريخي وواقع الخدمات

على الرغم من موقعها الاستراتيجي وأهميتها التاريخية، تبقى جزيرة أرواد خارج دائرة الاهتمام الخدمي المستدام. ومع تحسن ملحوظ في بعض الجوانب، يبقى الماء أبرز نقطة سوداء في واقع السكان اليومي. ويبقى السؤال: هل يكفي الاهتمام الإعلامي والزيارات الميدانية لحل مشكلات بنيوية تتطلب خططًا تنموية طويلة الأمد، أم أن الجزيرة ستظل تنتظر تحرك الجهات المسؤولة بشكل فعّال وملحوظ؟

مشاركة المقال: