أيدت المحكمة العليا في إيران حكم الإعدام الصادر بحق مغني الراب تاتالو بتهمة "إهانة المقدسات"، في قضية أثارت جدلاً واسعاً وانتقادات دولية.
أكد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، أصغر جهانغير، أن المحكمة العليا أيدت حكم الإعدام الصادر ضد المغني الإيراني تاتالو (أمير حسين مغسودلو)، البالغ من العمر 37 عامًا. يواجه تاتالو اتهامات بـ "إهانة المقدسات الإسلامية"، و"نشر الدعاية المناهضة للنظام"، و"الترويج للفساد والدعارة"، وهي اتهامات تستند إلى محتوى أغانيه ومواقفه العامة، خاصة بعد احتجاجات عام 2022 التي أعقبت وفاة مهسا أميني.
في البداية، حكمت محكمة الجنايات في طهران على تاتالو بالسجن خمس سنوات بتهمة التجديف، لكن المحكمة العليا رفضت الحكم ووصفته بأنه "مخفف"، وأمرت بإعادة النظر في القضية. وفي 12 يناير 2025، أصدرت محكمة أخرى حكمًا بالإعدام، والذي تم تأكيده لاحقًا من قبل المحكمة العليا.
يقبع تاتالو في السجن منذ نوفمبر 2023، بعد ترحيله من تركيا بسبب انتهاء صلاحية جواز سفره، حيث اعتقلته السلطات الإيرانية فور وصوله إلى البلاد. بدأ تاتالو مسيرته الفنية في عام 2003 كجزء من حركة الموسيقى البديلة في إيران، حيث مزج بين الراب والبوب وكلمات باللغة الفارسية. اشتهر بأسلوبه الجريء واستهدافه للشباب الذين يعانون من البطالة وعدم الاستقرار الاجتماعي.
في عام 2015، ظهر تاتالو في فيديو موسيقي بعنوان "Energy Hasteei" (الطاقة النووية)، حيث دعم البرنامج النووي الإيراني والحرس الثوري. كما أعرب عن دعمه للرئيس السابق إبراهيم رئيسي خلال حملته الانتخابية في عام 2017. ومع ذلك، تحول خطابه بشكل كامل مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في عام 2022، وبدأ في إنتاج أعمال موسيقية تنتقد السلطات، بما في ذلك أغنية "Enghelab Solh" (ثورة السلام) التي انتقد فيها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
نددت منظمات حقوق الإنسان الدولية، بما في ذلك منظمة "إيران هيومن رايتس"، بحكم الإعدام، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف تنفيذه. وقال محمود أميري مقدم، مدير المنظمة: "تاتالو يواجه خطرًا حقيقيًا بالإعدام الفوري، ويجب على الفنانين والنشطاء والحكومات استخدام جميع الوسائل المتاحة لإنقاذه".
انتشر اسم تاتالو على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي داخل إيران وخارجها، حيث يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة تعرف باسم "Tatalities". وذكرت مصادر إعلامية إيرانية أن تاتالو حاول الانتحار داخل زنزانته الشهر الماضي، لكنه نجا. وأكد أحد أفراد عائلته أنه تزوج أثناء وجوده على قائمة الإعدام.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس للسياسة الخارجية الإيرانية، حيث تسعى طهران إلى استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة ورفع العقوبات الاقتصادية. يرى محللون أن تنفيذ حكم الإعدام قد يزيد من توتر العلاقات مع الغرب، خاصة في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة لقمع الحريات في إيران. وقال الدكتور عباس ميلاني، الخبير الإيراني في جامعة ستانفورد: "الوضع الحالي لا يسمح بإدخال المزيد من المشاكل، وحكم الإعدام قد يُستخدم كورقة ضغط دولي جديدة على النظام". (EURONEWS)
