الخميس, 1 مايو 2025 02:04 AM

ارتفاع أسعار الإنترنت يثقل كاهل السوريين: شكاوى من ضعف التغطية وعروض 'غير مجدية'

ارتفاع أسعار الإنترنت يثقل كاهل السوريين: شكاوى من ضعف التغطية وعروض 'غير مجدية'

معاناة مستخدمي الإنترنت في سوريا تتفاقم بسبب ارتفاع الأسعار وضعف التغطية

يشكو مستخدمو شبكة "سيريتل" للاتصالات في سوريا من ارتفاع أسعار باقات الإنترنت والمكالمات، بالتزامن مع ضعف التغطية الخلوية في أرياف المحافظات السورية. وكانت شركتا "سيريتل" و"MTN" قد رفعتا في شباط 2024 أسعار باقات الإنترنت والاتصالات والعروض والخدمات المختلفة، حيث وصل سعر الدقيقة الخلوية للخطوط مسبقة الدفع إلى 47 ليرة سورية، وللخطوط لاحقة الدفع إلى 45 ليرة.

تعتبر "سيريتل" و"MTN" الشركتين الوحيدتين العاملتين في مجال الاتصالات وتشغيل الهواتف المحمولة داخل سوريا، مما يحد من خيارات المواطنين ويجبرهم على التعامل مع إحدى الشركتين حتى في حال عدم رضاهم عن الخدمات المقدمة. يلجأ بعض المستخدمين إلى خدمات شركة "MTN" لاعتبارها تقدم خدمات أفضل، وفقًا لشهادات مستخدمين، على الرغم من تشابه أسعار الباقات والمكالمات مع "سيريتل".

أسعار باقات الإنترنت لا تتناسب مع الدخل

تقدم "سيريتل" خيارات متعددة لباقات الإنترنت (يومية، أسبوعية، وشهرية)، لكن أسعارها لا تتناسب مع متوسط الدخل في سوريا. سعر الباقة الشهرية بـ 80 غيغابايت وصل إلى 215,000 ليرة سورية، بينما بلغ سعر باقة 110 غيغابايت 260,000 ليرة شهريًا، وباقة التواصل الاجتماعي (صالحة لمدة 15 يومًا) بـ 30 غيغابايت 66,000 ليرة.

محمد قجي، موظف حكومي، ذكر أن سعر باقة 20 غيغابايت التي يشترك بها شهريًا يصل إلى حوالي 125,000 ليرة، وهو مبلغ كبير مقارنة بمدخوله الشهري الذي لا يتجاوز 300,000 ليرة. واعتبر أن احتكار شركتي "سيريتل" و"MTN" لقطاع الاتصالات يضع المواطن تحت الأمر الواقع.

أيمن الأمير، طالب في الجامعة الافتراضية بدمشق، تحدث عن صعوبة وضعه، حيث تتطلب دراسته حضور المحاضرات عن بعد، مما يضطره لتفعيل باقة شهرية تشكل عبئًا على ميزانيته. يفعّل أيمن باقة "شببلينك" المخصصة للطلاب، والتي تمنحه 8 غيغابايت مقابل 50,000 ليرة، لكنها لا تكفيه لأسبوع، مما يضطره لإعادة تفعيلها بشكل متكرر. وأضاف أن جودة الباقات رديئة في تحميل ملفات المحاضرات، رغم ارتفاع تكلفتها الشهرية التي تصل إلى 150,000 ليرة.

ضعف التغطية الخلوية في الأرياف

يواجه سكان الأرياف صعوبة في التقاط إشارة التغطية الخلوية وإجراء المكالمات، مما يحرمهم من الاستفادة من باقات الإنترنت. جانيت عصفور، من محافظة السويداء، تضطر للصعود إلى سطح منزلها لالتقاط الإشارة، خاصة مع انقطاع الكهرباء الذي يجعل التغطية شبه معدومة. وأكدت أن الأهالي قدموا شكاوى لتركيب أبراج تغطية من "سيريتل"، لكنهم لم يحصلوا إلا على برج واحد لا يغطي القرية بأكملها.

عروض غير مجدية

تقدم "سيريتل" عروضًا محدودة على باقات الإنترنت في المناسبات، مثل شهر رمضان، حيث بلغ سعر إحدى الباقات بـ 6 غيغابايت 2500 ليرة. رامي الشحاف، من دمشق، وصف هذه العروض بأنها "قليلة الفائدة"، معتبرًا أنها استغلال للمواطنين طالما أن أسعار الباقات لا تتناسب مع متوسط الدخل. راما الديب، صيدلانية من دمشق، ترى أن تفعيلها المستمر لباقات الإنترنت أكسبها باقات مجانية من خلال نظام النقاط الذي توفره "سيريتل".

رد "سيريتل"

مصدر في إدارة "سيريتل" صرح بأن أسعار الباقات وسعر دقيقة الاتصال لم تتغير، وأن خصوصية كل عرض ومحتوى باقات الإنترنت المتنوع هو الذي يحدد السعر. وأكدت الشركة أنها تقدم حاليًا أكثر من 200 باقة متنوعة، وأن الأسعار لم تتغير منذ العام الماضي. وأضاف أن العروض تتميز بخصوصية وميزات ومواعيد محددة، ولا يتم تكرارها، مما يفسر اختلاف الأسعار. ولم تقدم الشركة توضيحًا حول خطط مستقبلية لتخفيض الأسعار وتحسين جودة الخدمات.

مشاركة المقال: