الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 09:56 AM

ارتفاع جنوني في أسعار الذهب يدفع السوريين لبيع مدخراتهم وسط مخاوف من المستقبل

ارتفاع جنوني في أسعار الذهب يدفع السوريين لبيع مدخراتهم وسط مخاوف من المستقبل

في خطوة استثنائية، أصدرت جمعية الصاغة تسعيرة لأسعار الذهب يوم أمس الأحد، على الرغم من كونه يوم عطلة معتاد، مما يعكس حالة "الطوارئ السعرية" التي يشهدها المعدن الأصفر. سجل الذهب ارتفاعاً جديداً قدره ١٥ ألف ليرة، ليصل إلى ١.١١٥ مليون ليرة، مع توقعات بالمزيد من الارتفاعات نظراً لجاذبيته كملاذ آمن في ظل ضعف الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة.

المواطنون في حماة وريفها، كحال معظم السوريين في مختلف المدن، وجدوا في ارتفاع أسعار الذهب فرصة لبيع جزء من مدخراتهم وتحقيق بعض المكاسب، خاصة في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، وتزامن ذلك مع موسم المونة والمدارس، مما يزيد حاجة العائلات إلى مبالغ كبيرة تدفعها للتفكير في بيع مدخراتها. في المقابل، ينصح بعض الخبراء بعدم بيع الذهب، متوقعين استمرار ارتفاعه في الفترة المقبلة نظراً لجاذبيته للمستثمرين.

السيدة الثلاثينية علا صقر، أم لطفلين، صرحت لـ"الحرية" بأنها لا تملك الكثير من الذهب، لكنها اضطرت لبيع ما لديها للاستفادة من ارتفاع الأسعار لتأمين احتياجات أبنائها للموسم الدراسي وإعداد المونة، خاصة مع طول فصل الشتاء وارتفاع تكاليف المعيشة وعدم وجود مصادر دخل كافية. وأشارت إلى أنها لا تندم على بيع ذهبها، معتبرة إياه "كالقرش الأبيض للأيام السوداء" لقضاء الحاجات وليس فقط للزينة.

في المقابل، تعرب السيدة سهى محمد عن ندمها لبيعها ما تملكه من الذهب في وقت سابق بعد ارتفاع سعره الأخير والتوقعات باستمرار صعوده خلال العام الحالي، قائلة: "الذهب للأوقات الحرجة وليس للأكل والشرب"، حيث أنفقت قيمته على تأمين الأساسيات من الطعام والشراب والملبس بسبب الضائقة المادية التي واجهتها أسرتها كحال معظم العائلات السورية.

دفعة ارتفاع جديدة

حول أسباب ارتفاع أسعار الذهب، وما إذا كان البيع أو الادخار هو الخيار الأفضل للمواطنين في هذه المرحلة، أوضح الباحث الاقتصادي الدكتور فاخر القربي أن ارتفاع أسعار الذهب عالمياً يعود إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومنيوم، ورد الصين بفرض رسوم جمركية انتقامية على الولايات المتحدة، بالإضافة إلى برنامج تجريبي صيني يفتح المجال لاستثمارات محتملة بمليارات الدولارات في الذهب، مما سيعطي دفعة أخرى للارتفاع القياسي في سعره، فضلاً عن التضخم الاقتصادي وانخفاض قيمة العملات والاضطرابات السياسية والاقتصادية وزيادة الطلب وقلة العرض.

وأشار د. القربي إلى أن الذهب يعتبر إحدى الآليات الهامة التي يلجأ إليها المدخرون بجانب العملات الأجنبية للحفاظ على مدخراتهم، ويعتبر الملاذ الآمن في ظل الأزمات. ولكن في الأوضاع الطبيعية، هناك محددات أخرى تجعل الاحتفاظ بالذهب مخاطرة لوجود المضاربات في السوق الدولية بين الذهب والنفط، وكذلك أسعار الفائدة في السوق الأمريكية.

ويرى د. القربي أنه يمكن اعتبار عملية الاحتفاظ بالأصول عملية يُنصح بها في حالة وجود تراجع كبير في العملات المحلية، ويمكن أن يتجه الأفراد إلى تحويل مدخراتهم إلى أصول رأسمالية من أراض وعقارات أو مصانع أو سيارات وغيرها، ولكن من مشكلات هذا البديل أن تسييل الأصول قد يستغرق بعض الوقت وهو ما لا يلائم بعض المدخرين.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: