يؤكد الباحثون أن التبادل الثقافي بين العرب والصين يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ويشهد ازدهاراً ملحوظاً في العصر الحديث، مما أثرى الثقافة العربية بالمعرفة الصينية، أو ما يعرف بـ "علم الصينيات".
يشير الدبلوماسي والباحث القطري علي بن غانم الهاجري في كتابه "علم الصينيات العربي ودراسة الصين المعاصرة" إلى أن العرب كانوا أول من نقل المعرفة الصينية إلى الغرب، وأن التجار العرب جابوا الصين منذ القرن السابع الميلادي، ناشرين الدين الإسلامي ونقلوا معلومات عن الصين وحضارتها.
ويضيف الهاجري أن مصطلح "علم الصينيات" ظهر بحلول عام 1814، لكنه يرى أن لهذا العلم أصولاً عربية تعود إلى تاريخ التبادلات بين العرب والصين في القرن الأول الهجري، وأن العلماء العرب الذين تركوا بصماتهم في هذا المجال يستحقون اعتبارهم من علماء الصينيات الأوائل.
في البداية، كان التركيز العربي منصباً على دراسة الصين من حيث تطوير العلوم وتبادل الخبرات العلمية وترجمة الإنتاج العلمي. وفي المرحلة المعاصرة، افتتحت الأقسام العلمية المتخصصة في علم الصينيات التي تركز على دراسة اللغة الصينية وآدابها، بهدف إيجاد قاعدة مشتركة تقوم على الفهم الحضاري والمنافع الاقتصادية.
يشير الهاجري إلى أن تشكيل "علم الصينيات العربي" جرى وفق بناء المعرفة البحثية غير المرتبطة بأيديولوجيات، بعكس "علم الصينيات الغربي" الذي أسهمت في تشكيله أجندة رسمية ذات صبغة سياسية.
ويلاحظ الهاجري أن عدد أقسام اللغة والدراسات الصينية في الجامعات والمعاهد العربية فاق في السنوات الأخيرة مثيله في بعض الدول الغربية، وأن بعض الدول العربية أدخلت اللغة الصينية في مناهج التعليم ما قبل الجامعي.
تعد مصر وتونس والإمارات والسعودية من أبرز الدول العربية التي تهتم بالدراسات واللغة الصينية، حيث افتتحت المعاهد والأقسام المتخصصة وأدرجت اللغة الصينية في المناهج الدراسية.