الخميس, 2 أكتوبر 2025 04:49 PM

استثمارات سياحية عربية ضخمة في سوريا: إطلاق مشاريع كبرى الشهر المقبل

استثمارات سياحية عربية ضخمة في سوريا: إطلاق مشاريع كبرى الشهر المقبل

تُولي وزارة السياحة اهتماماً كبيراً بتوسيع آفاق الشراكات والمشاريع المستدامة، وذلك من خلال تحفيز الاستثمارات السياحية التي تساهم في تحقيق النمو الاقتصادي وزيادة العائدات المالية. يأتي ذلك في إطار خطة الوزارة لاستعادة مكانة سوريا كوجهة سياحية عالمية متميزة، لما تملكه من إرث تاريخي وطبيعي غني يجعلها وجهة استثمارية واعدة.

وفقاً لتقرير صادر عن الوزارة، تركز الخطة على تجاوز التحديات التي خلفتها سياسات النظام البائد، والتي أدت إلى عزلة سوريا إقليمياً ودولياً، وتدهور البنية التحتية السياحية، ونقص في عدد الغرف الفندقية. تسعى الوزارة، من خلال توحيد الجهود الحكومية، إلى تحسين الصورة الذهنية عن سوريا وتفعيل السياحة كداعم أساسي للاقتصاد ومصدر رئيسي للدخل القومي، بهدف رفع مساهمة القطاع إلى 30% من الناتج المحلي الإجمالي في المرحلة المقبلة، واستعادة مستويات السياحة التي كانت قبل الثورة، حيث كانت مساهمة القطاع لا تتجاوز 14%.

أكدت الوزارة أن الحكومة تعمل على تطوير المنتج السياحي ليكون قادراً على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية، وذلك من خلال تهيئة بيئة استثمارية جاذبة، وتسهيل إجراءات منح التراخيص بالتعاون مع هيئة الاستثمار ووزارة المالية والجهات المعنية الأخرى، بالإضافة إلى تعديل بعض القوانين ذات الصلة.

كما أشارت الوزارة إلى المرسوم الذي أصدره الرئيس أحمد الشرع المعدّل لقانون الاستثمار رقم /18/، والذي يتضمن العديد من المزايا والتسهيلات، مثل ضمان حقوق المستثمر طوال فترة الاستثمار (بما في ذلك تشييد وتنفيذ المشروع)، وإمكانية تحويل الأرباح بالعملة الأجنبية إلى خارج سوريا، واستقدام عمالة خارجية بنسبة تصل إلى 40% من العدد الإجمالي عند الحاجة لتخصصات محددة.

تحديث البنى التحتية

تولي الوزارة اهتماماً خاصاً بتطوير البنية التحتية الخدمية من خلال تجديد الفنادق القائمة وطرح مشاريع استثمارية ببرامج متنوعة، مع إعطاء الأولوية لمنشآت الإقامة، نظراً لمحدودية عدد الغرف الفندقية مقارنة بالعدد المتوقع من السياح ضمن خطة استعادة السياحة.

تأهيل منشآت فندقية

أكد معاون وزير السياحة لشؤون الاستثمار، غياث الفراح، أن جهود الوزارة قد أثمرت عن نتائج ملموسة في جذب الاستثمارات السياحية، حيث أعيد افتتاح /4/ منشآت فندقية بعد تأهيلها، وهي "رويال سميراميس" و"آرت هاوس" و"ديونز بوتيك" في دمشق، وفندق "بارك بلازا" في صلنفة. كما تمت الموافقة على عقود استثمار مطعم "السوار" وفندق "السياحة والاصطياف" في اللاذقية.

وكشف الفراح عن إطلاق مشاريع سياحية كبرى بالتعاون مع شركات عربية (سعودية وقطرية وإماراتية) اعتباراً من الشهر المقبل.

ووفقاً للتقرير، تجلى الإقبال في توقيع مذكرات تفاهم مع شركات كبرى أسفرت عن عقود لتطوير وتأهيل منشآت مرخصة بخمس نجوم، مثل "الداما روز" و"البوابات السبع" في دمشق، و"شهبا" في حلب، و"لاميرا" في اللاذقية، بهدف استقدام شركات عالمية لإدارتها بعد تأهيلها وتطوير فعالياتها.

مشروعات استثمارية

طرحت الوزارة بالتعاون مع الجهات المالكة /23/ مشروعاً استثمارياً بتكاليف وصيغ وبرامج توظيفية متنوعة، موزعة على /7/ محافظات، منها /4/ مشاريع تم الانتهاء من تقييم عروضها المتكاملة.

تم توقيع عقدي فندق "الداما روز" وبيت "أبو خليل القباني" في دمشق، ويجري استكمال تقييم العروض للمشاريع المتبقية، والتي بلغت تكلفتها الإجمالية حوالي /335/ مليون دولار.

كما بدأت أعمال مشاريع استراتيجية مثل مجمع وفندق "غاليري الحجاز" و"كارلتون دمشق" ومقاسم تنظيم كفرسوسة (189–190–191–192) والمقسم /47/ غرب الحجاز، بالإضافة إلى دراسات هندسية لمواقع البصة والصنوبر ووادي قنديل في اللاذقية وأرض كيوان في دمشق.

تساهم هذه المشاريع في توفير فرص عمل واسعة لخريجي التعليم السياحي وقطاعات أخرى خلال مرحلتي التشييد والتشغيل.

وفقاً لخطط الوزارة لعام 2030، من المتوقع توفير ما بين 120 و150 ألف فرصة عمل من خلال إنشاء منشآت جديدة وتطوير المنشآت القائمة وزيادة الطاقة الاستيعابية الفندقية.

مركز خدمة المستثمرين

أنشأت وزارة السياحة مركز خدمة المستثمرين كخطوة فعالة لتسهيل الإجراءات، حيث يوفر الموافقات اللازمة داخل الوزارة وخارجها، ويسهل منح التراخيص، ويعرف المستثمرين بآليات الاستثمار والفرص المتاحة.

الوطن- فادي بك الشريف

مشاركة المقال: