الخميس, 13 نوفمبر 2025 06:57 PM

الأمم المتحدة تحذر: أزمة جوع حادة تهدد 16 دولة بينها سوريا

الأمم المتحدة تحذر: أزمة جوع حادة تهدد 16 دولة بينها سوريا

حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي من تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي الحاد في 16 دولة حول العالم، متوقعةً أن تتدهور الأوضاع بين تشرين الثاني الحالي وأيار 2026، مما يعرض حياة الملايين للخطر.

وفقًا لتقرير المنظمتين الأمميتين الصادر الأربعاء 12 تشرين الثاني، تشمل قائمة الدول المعرضة للخطر كلاً من السودان وفلسطين وجنوب السودان ومالي وهايتي واليمن، مع توقعات بوصول بعض المجتمعات فيها إلى حافة المجاعة. كما يثير الوضع "قلقًا شديدًا" في سوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار ونيجيريا والصومال وأفغانستان، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل بوركينا فاسو وتشاد وكينيا، ولاجئي الروهينجا في بنغلاديش.

المجاعة ليست قدرًا محتومًا

يحذر التقرير من أن التأخر في الاستجابة سيؤدي إلى خسائر في الأرواح وتفاقم التكاليف الإنسانية، مع التأكيد على أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، حيث يضعف سوء التغذية جهاز المناعة لديهم، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض والوفاة. وشددت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، على أن "المجاعة ليست حتمية، وأن الأدوات والمعرفة اللازمة للوقاية منها متوفرة، ولكننا بحاجة إلى الموارد والإرادة السياسية للتحرك الفوري".

أوضحت المنظمتان أن انعدام الأمن الغذائي يمر بأربع مراحل:

  • عدم قدرة الأسر على تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية.
  • اللجوء إلى تدابير يائسة كالتخلي عن وجبات أو بيع الممتلكات الأساسية.
  • مرحلة الطوارئ.
  • مرحلة الكارثة/المجاعة، حيث يصبح الجوع مهددًا للحياة.

أسباب تفاقم انعدام الأمن الغذائي

يسلط التقرير الضوء على أربعة عوامل رئيسية تساهم في تفاقم انعدام الأمن الغذائي:

  • الصراعات والعنف، وهي الأسباب الرئيسية في 14 من أصل 16 منطقة ساخنة.
  • الصدمات الاقتصادية، مثل هشاشة الاقتصادات وارتفاع الديون وأسعار المواد الغذائية.
  • الظواهر المناخية الشديدة كالفيضانات والجفاف والأعاصير المرتبطة بظاهرة النينيا.
  • انخفاض المساعدات الإنسانية، مما يؤدي إلى تقليل الحصص الغذائية ومحدودية علاج سوء التغذية بسبب نقص التمويل.

دعت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للوقاية من المجاعة، تشمل:

  • تقديم المساعدة الإنسانية لإنقاذ الأرواح وسبل العيش.
  • إجراءات استباقية تتضمن تدخلات مبكرة قبل تفاقم الأزمات.
  • الاستثمار في بناء القدرة على الصمود لمعالجة الأسباب الجذرية.

أكدت المنظمتان على أن المجتمع الدولي يواجه فرصة ضيقة للتحرك، محذرتين من أن التقاعس سيزيد من حدة الجوع ويزعزع استقرار المناطق ويؤدي إلى وفيات يمكن تجنبها. ودعتا إلى دعم جهود مكافحة الجوع عبر التبرع لبرنامج الأغذية العالمي ودعم برامج الطوارئ التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة، مع التشديد على أهمية مشاركة المعلومات وحث القادة على إعطاء الأولوية للوقاية من المجاعة.

تحديات سياسية واقتصادية وأمنية في سوريا

أصدرت منظمة الهلال الأزرق الدولية للإغاثة والتنمية (IBC) تقريرًا في 8 أيلول الماضي، تناولت فيه الوضع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد في أواخر عام 2024، مشيرةً إلى تحديات سياسية واقتصادية وإنسانية وأمنية معقدة تواجه البلاد. وسلط التقرير الضوء على الانكماش الحاد للاقتصاد، واستمرار الأزمة الإنسانية، وتزايد الحاجة إلى المساعدات، وعودة اللاجئين والنازحين، وسط حالة من الهشاشة وعدم اليقين بشأن مستقبل سوريا.

ذكر تقرير المنظمة أن الاقتصاد السوري انكمش إلى 17.5 مليار دولار في عام 2023، مقارنة بـ 60 مليار دولار قبل عام 2011، وأن حوالي 16.7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينما يعاني أكثر من 14 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي. وأشار التقرير إلى أن سوريا تواجه تحديات معقدة بعد سقوط النظام، بدءًا من "التشرذم" السياسي والإقليمي، وصولًا إلى التدخلات الأجنبية والتوترات الطائفية والعنف، بالترافق مع التحول الديمقراطي، مما يؤثر على الواقع الاقتصادي ويجعل التعافي "صعبًا".

مشاركة المقال: