الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 09:30 AM

الحرب التجارية تشتعل: الرسوم الجمركية الأمريكية تهدد الاقتصاد العالمي وتثير مخاوف من الركود

الحرب التجارية تشتعل: الرسوم الجمركية الأمريكية تهدد الاقتصاد العالمي وتثير مخاوف من الركود

يشهد العالم تصاعداً في الأزمة الاقتصادية نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العديد من الدول، بما في ذلك شركاء الولايات المتحدة التجاريين. دخلت الحزمة الأخيرة من هذه الرسوم حيز التنفيذ اليوم، مستهدفة الخشب المستورد والأثاث وخزائن المطابخ، وهي خطوة يرى الخبراء أنها ستزيد تكاليف البناء وتضغط على مشتري المنازل.

زيادة مرتقبة في الرسوم

بررت الإدارة الأمريكية فرض رسوم على الأثاث والخشب المستورد لتعزيز الصناعات المحلية. تتضمن الحزمة الأخيرة رسوماً جمركية بنسبة 10% على الخشب اللين، بينما تبدأ الرسوم على أنواع معينة من الأثاث المنجد وخزائن المطابخ بنسبة 25%. اعتباراً من الأول من كانون الثاني المقبل، سترتفع هذه الرسوم لتتراوح بين 30 و50%، وسط تحذيرات من جهات عدة، بما في ذلك “بادي هيوز” رئيس “الرابطة الامريكية لبناة المنازل”، الذي أكد أن التعريفات الجديدة “ستخلق مزيداً من التحديات لسوق الإسكان الذي يواجه تحديات بالأساس، وذلك عبر رفع تكاليف البناء والتجديد”. شهدت مبيعات المنازل في الولايات المتحدة ركوداً كبيراً في السنوات الماضية بسبب ارتفاع تكاليف الرهن العقاري ومحدودية العرض، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف على المشترين.

من هم المتضررون من التعريفات الجديدة؟

ستتأثر دول عدة، أبرزها كندا، أكبر مصدر للخشب إلى الولايات المتحدة، بهذه الرسوم البالغة 10%، والتي تضاف إلى رسوم أخرى فرضتها واشنطن بنسبة تصل إلى 35%. وصف مجلس كولومبيا البريطانية لتجارة الخشب، الذي يمثل المنتجين في تلك المقاطعة الكندية، الرسوم بأنها “مضللة وغير ضرورية”، مشيراً إلى أنها ستفرض ضغوطاً لا داعي لها على السوق في أمريكا الشمالية وتهدد الوظائف على جانبي الحدود وتجعل التعامل مع أزمة توافر السكن في الولايات المتحدة أمراً أكثر صعوبة. دول أخرى مثل فيتنام ستتأثر بشكل كبير، حيث يشكل الأثاث 10% من صادراتها إلى الولايات المتحدة. أما دول مثل الصين والمكسيك، فإن نسبة الرسوم لا تزيد على 4 و2.5% على التوالي.

أجواء صينية أمريكية متوترة

بعد إعلان ترامب يوم الجمعة الماضي عن فرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 100%، عادت الأجواء المشحونة بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، وسط مخاوف من التداعيات المحتملة على الأسواق. بدأت واشنطن وبكين، اليوم، تفعيل رسوم موانئ جديدة على سفن كل منهما، مع تصاعد التوترات التجارية بينهما، رغم اتفاق الطرفين على هدنة في الرسوم الجمركية في وقت سابق من هذا العام. وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، أطلق تصريحات حاول فيها تهدئة التوترات بين الجانبين، حيث أعلن لقاءً مرتقباً بين ترامب والرئيس الصيني، شي جين بينغ، في كوريا الجنوبية أواخر تشرين الأول الجاري، وقال كما نقلت وكالة بلومبيرغ الأمريكية: إنه تم فتح قنوات الاتصال بين واشنطن وبكين. بدوره أكدّ متحدث باسم وزارة التجارة الصينية أن موقف بكين ثابت، وهي منفتحة على الحوار ومستعدة في الوقت ذاته لأي صراع تجاري. وكانت الصين أعلنت عن رسوم جديدة للموانئ في إطار الإجراءات التي ستفرضها الولايات المتحدة على السفن المرتبطة ببكين، كما فرضت ضرائب على المعادن النادرة، ليرد ترامب برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 100% اعتباراً من أول تشرين الثاني القادم، إضافة إلى فرض ضوابط على تصدير البرمجيات المهمة.

أوروبا تتفادى الأسوأ

تفادت أوروبا العواقب الأكثر خطورة للرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن، من خلال اتفاق تجاري وقعه الاتحاد الأوروبي مع إدارة ترامب في تموز الماضي، وأدى إلى إيقاف حرب جمركية كانت وشيكة. نص الاتفاق على فرض رسوم أمريكية بنسبة 15% على صادرات أوروبية محددة، أبرزها السيارات والآلات الدقيقة، مقابل تخفيض الرسوم الأوروبية على السيارات الأمريكية إلى 2.5%، كما تضمن التزاماً أوروبياً بزيادة مشتريات التكتل من الطاقة الأمريكية.

المستهلك الأمريكي يدفع الثمن

دفعت تكاليف الرسوم الجمركية بأسعار السلع الاستهلاكية نحو الارتفاع داخل الولايات المتحدة ذاتها، فمن أبسط السلع الغذائية إلى قطع غيار السيارات، بدأت هذه التعريفات بإلقاء ظل ثقيل على معيشة المستهلك الأمريكي. صحيفة فايننشال تايمز البريطانية قالت في تقرير نشرته اليوم: إنّ رسوم ترامب التي كان من المفترض أن تعزز صناعة السيارات الأمريكية، وتحميها من المنافسة الأجنبية، وتشجع على إعادة توطين الوظائف، أوقعت هذا القطاع في حالة من الاضطراب. وفي هذا السياق توقعت شركات فورد وجنرال موتورز وستيلانتس – الشركات الثلاث الكبرى لصناعة السيارات في الولايات المتحدة – تضرر أرباحها مجتمعةً إلى ما يصل إلى سبعة مليارات دولار بسبب الرسوم الجمركية في عام 2025، في حين تعاني آلاف الشركات الموردة لها من تعطل سلاسل التوريد، وانخفاض التدفقات النقدية، وارتفاع أسعار المنتجات.

مخاوف من تداعيات قريبة

ارتفاع أسعار السلع في الولايات المتحدة وخارجها يثير قلقاً متزايداً بشأن تأثير الرسوم الجمركية على النشاط الاقتصادي العالمي، حيث يؤكد خبراء أن العالم يقف على أعتاب تداعيات قد تكون وخيمة، وسط ترقب دولي لما ستؤول إليه هذه السياسات التجارية.

اخبار سورية الوطن 2_سانا

مشاركة المقال: