الجمعة, 4 يوليو 2025 09:56 AM

الدكتور برهان غليون يستشرف مستقبل سوريا في حوار مفتوح بالمنتدى الاجتماعي بدمشق

الدكتور برهان غليون يستشرف مستقبل سوريا في حوار مفتوح بالمنتدى الاجتماعي بدمشق

في خطوة تهدف إلى تعزيز الحوار الديمقراطي والتفكير النقدي حول التحولات الكبرى التي تشهدها سوريا، استضاف المنتدى الاجتماعي في دمشق جلسة فكرية استثنائية. شكلت هذه الجلسة منصة حيوية للنقاش والبحث في الأوضاع الراهنة والتحديات التي تواجه البلاد.

أدارت الجلسة الدكتورة سحر سيد، الباحثة المتخصصة في قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، وشهدت حضوراً لافتاً من الشباب والمثقفين والناشطين. استضاف المنتدى المفكر السوري البارز الدكتور برهان غليون، الذي قدم رؤية تحليلية معمقة حول مستقبل سوريا ومآلاته المحتملة في ظل الظروف الحالية والمستقبلية.

افتتح الدكتور غليون حديثه بالتأكيد على أهمية العدالة الانتقالية كوسيلة لاستعادة الثقة وليس لتصفية الحسابات. استعرض تجربة جنوب أفريقيا التي اعتمدت على المصارحة والاعتراف، مقارنةً بتجربة العراق التي شهدت تفككاً طائفياً وفوضى. وأكد على حاجة السوريين إلى طريق ثالث يجمع بين الاعتراف والمحاسبة بعيداً عن الانتقام.

دعا المفكر السوري إلى تجاوز الولاءات الضيقة والتركيز على الولاء للدولة والقانون، مشيراً إلى أن الديمقراطية الحقيقية تقوم على المواطنة والمساواة. ولتحقيق ذلك، شدد على دور النخب في صياغة خطاب وطني جامع وزعامة تهدف إلى بناء المؤسسات لا فرض السيطرة. وأوضح أن الدولة الحقيقية لا تُبنى إلا بمجتمع منظم وواعٍ، محذراً من تفتيت المجتمع عبر الطائفية والعصبوية، ودعا إلى فتح منتديات شعبية لإعادة بناء الثقة والعلاقات الاجتماعية، مع ضمان الحريات كركيزة أساسية لأي مشروع وطني.

كما تطرق إلى التحولات الجيوسياسية الأخيرة، موضحاً أن سوريا انتقلت من موقع تابع للنظام الروسي إلى نوع من الارتباط بالمعسكر الغربي ضمن توازنات جديدة تقودها واشنطن. ورأى أن هذا التموضع قد يتيح فرصاً للاستقرار والاستثمار والتفاعل الاقتصادي مع أوروبا، خاصة مع تحسن العلاقات مع تركيا.

وفيما يتعلق بإشراك الشباب في تأسيس الأحزاب وصياغة السلطة السياسية، أكد غليون على أهمية بناء الوعي السياسي في الشارع وليس في الأبراج العاجية، مشدداً على أن تداول السلطة حق مشروع لمحاسبة المسؤولين.

وقبل الختام، قدم الدكتور غليون خطوات عملية لبناء حركة شعبية من الأحياء، وذلك عبر التواجد في الشوارع والتفاعل مع الناس ومشاركتهم همومهم، وتنظيم نقاشات محلية ومبادرات تطوعية لبناء الثقة، وإنتاج محتوى شعبي توعوي يعزز مفاهيم المواطنة، وتأسيس شبكات شبابية أفقية مستقلة ومنسقة. واختتم حديثه بالتأكيد على أن الحرية تُنتزع بالتنظيم والوعي، وأن الشعب المنظم قادر على بناء دولة قانون وإجراء انتخابات حرة خلال سنوات قليلة، إذا توفرت الإرادة.

يذكر أن برهان غليون هو مفكر وأكاديمي سوري من مواليد حمص عام 1945، حاصل على دكتوراه في علم الاجتماع السياسي من جامعة السوربون، ويعمل أستاذاً ومديراً لمركز دراسات الشرق المعاصر في باريس. يُعد غليون من أبرز الأصوات السورية المناصرة للديمقراطية، وكان أول رئيس للمجلس الوطني السوري عام 2011. من أبرز مؤلفاته: اغتيال العقل، بيان من أجل الديمقراطية، وعطب الذات.

مشاركة المقال: