أصدر الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، حكمت الهجري، بيانًا على خلفية الأحداث الحالية التي تشهدها مدينة جرمانا جنوبي دمشق. وأدان الهجري في بيان اليوم، الثلاثاء 29 من نيسان، ما وصفها بـ”الاعتداءات الإرهابية المقيتة على الأبرياء الآمنين”، معتبرًا أنها دون تبرير ولا يراد منها سوى شق الصف وبث الفتنة ونشر القتل والإرهاب والعنف.
وقال، “نأسف أن الكثيرين من أهلنا انشغلوا ببعضهم، وحرضوا للنيل من بعضهم بتهم وتخوين وتكفير، ونأسف أن من ينتقد يتم تجريمه، ومن يطلب حقه يتم الهجوم عليه من قبل بعض جهات موتورة مرفوضة، تحاول أن تسمي نفسها باسم جهة أو تيار أو توجه”.
واعتبر الهجري أن الشعب السوري “لم يجنِ حتى الآن ثمار الانتصار، ولم ينعقد مؤتمر شعبي حر صحيح، ولم يتم صياغة دستور يرضي عطش الشعب لتصحيح مساراته وتوجيهها، ولم يُبنَ شيء على مبادئ سليمة”. كما أوضح أن العدالة الانتقالية لا تعني المحاسبة فقط، بل تعني عدل توزيع المهام، وعدالة العمل والانتقال دون انتقام عشوائي ودون اختلاق مبررات للفتن كما يحصل في هذه المرحلة الانتقالية، وفق قوله.
ودعا الهجري “الشرفاء في البلاد” إلى توجيه الأبناء وتصويب توجهاتهم، مبينًا أن “هذه الصيغ التخوينية لم تكن على بال أحد ولا أسس لها”، مستهجنًا طرحها وعنف صيغها غير المبررة في زمن فيه حاجة للتعاضد والتآخي والتعاون.
شهدت مدينة جرمانا مواجهات مسلحة استمرت لساعات، إثر انتشار تسجيل صوتي على مواقع التواصل الاجتماعي احتوى إساءة للنبي محمد، نُسب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية، وهو ما نفاه الشيخ نفسه لاحقًا. وبدأت المشكلة من السكن الجامعي في حمص، مساء الأحد الماضي، بهجوم بعض الطلاب على طلاب آخرين من أبناء الطائفة الدرزية، بعد انتشار التسجيل الصوتي، لكن السلطات قالت إنها احتوت المشهد، واعتقلت المتورطين بالهجمات.
وبعد ساعات امتدت المشكلة لمحيط العاصمة دمشق، إذ هاجمت مجموعات عسكرية مدينتي جرمانا وصحنايا، كرد فعل على انتشار التسجيل الصوتي أيضًا. وعقب المواجهات، أصدرت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا بيانًا استنكرت فيه التسجيل الصوتي الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويحمل إساءة للنبي محمد.
وزارة الداخلية السورية أعلنت عن مقتل عناصر من قوى الأمن العام التابع لها في مدينة جرمانا بريف دمشق، إثر المواجهات التي شهدتها المدينة خلال الساعات الماضية، وقالت إن اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج جرمانا وآخرون من داخلها، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة.
