ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع خطابًا هامًا أمام الشعب السوري، تناول فيه آخر التطورات السياسية والأمنية في البلاد، مع التركيز على الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء.
أكد الرئيس الشرع أن الشعب السوري لم يتخلَ عن قيمه ومبادئه، وقدم تضحيات كبيرة للحفاظ على حرية سوريا وكرامتها. وأشار إلى أن الشعب السوري مستعد للدفاع عن أرضه وكرامته ضد أي تهديد، سواء كان داخليًا أو خارجيًا، مؤكدًا أن المرحلة الحالية هي معركة للحفاظ على وحدة البلاد وصمودها.
اتهم الرئيس الشرع الكيان الإسرائيلي بمحاولات مستمرة لنشر الفوضى والفتن، مؤكدًا أن إسرائيل تسعى لتحويل سوريا إلى ساحة صراعات دائمة، لكن الشعب السوري الأصيل يرفض كل محاولات التقسيم والتفتيت بحكمته وتاريخه.
أوضح الرئيس الشرع أن القوة وحدها لا تكفي لتحقيق النصر، وأن الحروب لا تضمن التحكم في نتائجها، مؤكدًا أن السوريين بصبرهم ووحدتهم قادرون على تجاوز كل المؤامرات. ودعا السوريين إلى الالتفاف حول الدولة والعمل معًا لبناء سوريا الجديدة، دولة الأمان والاستقرار، مشددًا على أن الدولة السورية هي بيت الجميع، وأن مصلحة الوطن يجب أن تكون فوق كل اعتبار.
فيما يتعلق بأحداث السويداء، أوضح الرئيس أن مجموعات خارجة عن القانون استغلت الخلافات ورفضت الحوار، واختارت طريق الفوضى وارتكبت انتهاكات بحق المدنيين، مما استدعى تدخل مؤسسات الدولة لحماية الأهالي. وأشار إلى أن وزارتي الدفاع والداخلية نفذتا انتشارًا واسعًا في المحافظة لضبط الأمن واستعادة الاستقرار، ونجحتا في طرد المجموعات المتطرفة، على الرغم من تدخلات الكيان الإسرائيلي الذي استهدف منشآت مدنية وحكومية لتعطيل جهود الدولة.
أكد الرئيس أن المنطقة كادت تنزلق إلى مواجهة شاملة لولا تدخل الوساطة الأميركية والعربية والتركية، والتي ساهمت في تجنيب المنطقة حربًا لا تُحمد عقباها. وأوضح أن القيادة كانت أمام خيارين: إما الدخول في حرب مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، أو إفساح المجال أمام وجهاء ومشايخ الطائفة الدرزية الكريمة لاستعادة دورهم، وتغليب صوت الحكمة والمصلحة الوطنية.
أعلن الرئيس أحمد الشرع عن قرار تكليف فصائل محلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في السويداء، مؤكدًا أن هذا القرار جاء بدافع وطني خالص للحفاظ على وحدة سوريا ومنع انزلاقها نحو حرب جديدة. كما أكد التزام الدولة بمحاسبة كل من أساء وتجاوز بحق المدنيين، مشددًا على أن حماية أهالي السويداء وحقوقهم تقع ضمن مسؤولية الدولة والقانون.
أعاد التأكيد على أن سوريا لن تكون ساحة لتجارب الآخرين، ولا مكانًا لتنفيذ مشاريع خارجية على حساب دماء أبنائها، داعيًا الجميع إلى المشاركة في مسيرة التعافي وإعادة الإعمار.
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس السوري أن وحدة البلاد واستقرارها وسلامة أهلها ستبقى أولوية قصوى، وأن الدولة ستواصل العمل بكل جهد من أجل تأمين مستقبل أفضل لكل السوريين، قائلًا: "سوريا لنا جميعًا، وستنهض من جديد".